هي رحلت عنا.. ولم ترحل منا.. أعطتني قلباً.. ونظاماً وترتيباً بل أعطتنى عمرها.. ومن أعطاك قلبه وعمره فقد أعطاك كل شيء.
نفيسة صديق.. هي زهرة عطرة، هي الصفاء ولا ماء.. هي اللطف ولا هواء بل هي روح ولا جسم..
كل إنسان له من اسمه نصيب، وكنتِ أنتِ الدرر النفيسة، منذ أن عرفتك.. لم تكذبى أبداً.. كنتِ مثالاً للصدق، حافظة ومتدبرة لكتاب الله أكثر منا جميعاً.. وكنتِ منجماً للحكمة والرأى السديد.. وياللحسرة حينما يموت فيك إنسان وتفقد به روحاً ونفساً.. كانت سلمى تحلم أن تكونى بجوارها لحظة تخرجها فى استافوردشير فى إنجلترا.. وعلا.. أنت من اخترت لها هذا الاسم دلالة للشموخ والعلا، أنت من رتبتِ لها حفل التخرج في ٦-١٠وكنا على بعد أيام!. وريانة.. أنتِ من اخترتِ لها هذا الاسم.. أدخلك الله الجنة من باب الريان، فقد كنتِ صائمة وقائمة، وآخر أعمالك كانت عمرة فى رمضان لك ولأمك العظيمة.
لمى ويارا آخر العنقود قنينة العسل كما كنت ترددين.. سوف نحملهم فى حدقات العيون.. فقد كنتِ العمود الفقرى لهذه هذه الأسرة.
الغيثار يبعث أجمل أغانيه حين ينكسر.. والمصباح يرسل أبهى أنواره حين يخبو.. وأنت رفعت طرفك إلى السماء حين أسلمت الروح.. وأنا رجعت ببصرى في أرض الله لأجتر الذكريات وأبكي بالدم والدموع ولكن ساحة الصبر أرحب.. سقطت أوراق الورد، وأظلمت الكواكب، وهدأت الأمواج، ورحلت نفيسة صديق، بعد أن اخضر محيطها.
اللهم ارحم روحاً صعدت إليك لم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء.. اللهم ارحمها واغفر لها وانظر إليها بعين لطفك وكرمك يارب العالمين.