Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

هل نفكر بالعقاب.. أم بفعل الصواب؟!

A A
إذَا سَمِعَ النَّاس عَن العقُوبَات، بَدَأوا يُفكِّرون بطُرقٍ مُختَلِفَة، بَعضهم يُفكِّر فِي غَرَامَة العقُوبة وتَكاليفهَا، وبَعضهم يُفكِّر بأنْ لَا يَكون صَيداً رَخيصاً، للوقُوع فِي فَخِّ هَذه المُخَالَفَة..!

بالتَّأكيد أَنَا مَع النّوع الثَّاني، وهو أَنَّ التَّفكير؛ يَجب أَنْ يَنصبّ عَلَى تَجنُّب أَو تَلَافِي؛ أَو الابتعَاد عَن الوقُوع فِي مَصيدة العقُوبَة، حَتَّى لَا أَضطرُ إلَى التَّفكير فِي الخرُوج؛ مِن نَفق العقُوبَات..!

دَعونَا هُنَا نُنَاقِش النّوع الأوّل، الذي يُجَادِل فِي قِيمة الغَرَامَة، وتَكَاليف العقُوبَة.. إنَّه مِثل الذي لَا يُفكِّر فِي الوقُوف عِندَ الإشَارَة الحَمرَاء، بَل يَتجَاوزهَا، ثُمَّ يَأخذ بالبَحث عَن طَريقة أَو وَاسطَة، للخرُوج مِن هَذا المَأزق الذي وَقَعَ فِيهِ، وهَذه سِمَة مِن سِمَات النَّاس الأَغبيَاء..!

يَعرف العُقلَاء أَنَّ العقُوبَات لَم تُوضَع؛ إلَّا حُبًّا وتَنظيمًا لسِير المُجتَمع، والتَّحفيز عَلَى النَّجَاح، فالأَب الذي يَضع عقُوبَات عَلَى ابنه المُهمِل، بالتَّأكيد هو يُريده إنسَانًا صَالِحًا، والرَّجُل الذي يَستَخدم منبّه السيَّارة «البوري»، يَدفعكَ إلَى الانتبَاه، خَوفاً عَليكَ، وطَمْعاً فِي سَلامتك.. كَمَا أَنَّ المُدرّس الذي يُهدِّد بمُعَاقبة المُهمِل، يَطمح إلَى تَحفيز الطُّلَّاب لصعُود المَعَالي، وتَحقيق النَّجَاح..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، لقَد تَدبّرتُ كَثيراً مِن العقُوبَات والقَسَائِم، ووسَائِل التَّأديب، فوَجدتُها جَميعاً مَا هِي إلَّا مُحَاوَلَة؛ لتَحفيز الإنسَان، لكَي يَفعل الأَشيَاء الصَّحيحَة، ويُمَارس الأَعمَال السَّليمَة، بكُلِّ مَحبَّةٍ وسَلَامَة، وقَد كَتبتُ نَاصية أَقول فِيهَا: (النَّاس تُنَاقِش ارتفَاع قَسَائِم المُخَالَفَات، ولَكن مَن مِنَّا يُفكِّر فِي عَدم ارتكَاب المُخَالَفَة؟، أَمَّا العقُوبَات التي فِي الأَنظِمَة، فهي فِي نَظري شَكلٌ مِن أَشكَال الحُب، والاهتمَام بالإنسَان..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store