أعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان، مساء الخميس، تعيين كل من: القاضية نعمات عبد الله محمد خير رئيسة للقضاء في السودان، وتاج السر علي الحبر في منصب النائب العام. وبذلك تعد نعمات خير، المولودة في العام (1957) بمدينة الكاملين «شمخال ولاية الجزيرة»، أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد الحديث.
وقال الناطق الرسمي للمجلس السيادي الانتقالي (الجهة المعنية بتعيين رئيس القضاء والنائب العام في الفترة الانتقالية)، محمد الفكي سليمان، إن نعمات خير حصلت على المنصب لكونها الأكفأ من بين الشخصيات المقترحة لتولي منصب رئيس القضاء.
ومنذ بدء أحداث الثورة، التي أطاحت بنظام الإخوان المسلمين المتحالف مع العسكر بقيادة عمر البشير، أظهرت النساء السودانيات حضورًا غير مسبوق في تاريخ البلاد السياسي من خلال مشاركتهن في الحراك، وكانت القاضية نعمات إحدى النساء اللائي دعمن الثورة، حيث ظهرت في أبريل/ نيسان الماضي ضمن موكب القضاة الذي وصل إلى مقر الاعتصام المنعقد وقتها أمام مقر الجيش بالخرطوم.
وعلقت نعمات خير على عملية فض الاعتصام الدامية في الثالث من يونيو/ حزيران الماضي. وكتبت على صفحتها في «فيس بوك» أنها «تتمنى من الله أن ينتقم من القوات المتهمة بقتل الشباب العزل في ساحة الاعتصام».
وربما لتأكيد دور النساء في الثورة، أعلن رئيس وزراء السودان للفترة الانتقالية عبد الله حمدوك عن أربع وزيرات ضمن تشكيل الحكومة الانتقالية، وفيهن أول وزيرة خارجية في تاريخ البلاد، إلى جانب وزيرة للتعليم العالي، ووزيرة للعمل والتنمية الاجتماعية والشباب والرياضة، وسبقهن من قبل امرأتان في المجلس السيادي. وأخيرًا نعمات خير كأول رئيسة للقضاء في السودان. وحصلت نعمات خير على (إجازة الحقوق) من جامعة القاهرة، فرع الخرطوم- التي تحولت إلى جامعة النيلين في 1993- وبدأت عملها في السلك القضائي عام 1983 في منصب مساعدة قضائية، ثم تنقلت خلال عدة سنوات بين المحاكم الجنائية والمدنية ومحاكم الأحوال الشخصية، ثم حصلت على فرصتها في الترقية إلى قاضي درجة ثانية؛ فدرجة أولى، ثم قاضي استئنافات في العام 2003.
وبين الأعوام، 2009 و2014، شغلت نعمات خير منصب قاضي محكمة الاستئنافات بالسلطة القضائية، قبل أن تترقى إلى قاضي محكمة عليا بحلول العام 2015.
وقال المحامي أحمد محمود، القيادي بقوى الحرية والتغيير التي قادت ثورة ديسمبر، إن تعيين نعمات خير في المنصب جاء بضغط من الجماهير بعد اعتراض المكون العسكري داخل المجلس السيادي على تعيين عبد القادر محمد أحمد في منصب رئيس القضاء، وأضاف: «ستقدم نعمات خير برنامج قوى الحرية والتغيير المتعلق بتحقيق العدالة والإصلاحات القانونية الجذرية، وإحداث الإصلاح المطلوب في الخراب الذي طال المؤسسات العدلية في الثلاثين سنة الماضية. ونوه محمود المحامي إلى أن تعيين نعمات خير سيكون مؤقتًا؛ لأن الأصل في تعيين رئيس القضاء هو أن يتم بواسطة مجلس القضاء العالي بعد إجازته من المجلس التشريعي المزمع تكوينه في الشهور المقبلة.
وكتب القاضي السوداني عبد الإله زمراوي في صفحته على «فيس بوك»، تعليقًا على تعيين نعمات خير، أنها «لا تنتمي إلا لضميرها، وهو ضمير القاضي المهني...»، وأنه لشرف لـ»المرأة الكنداكة» أن تكون نعمات خير أول رئيسة قضاء في تاريخ السودان والمحيط الإقليمي.