نحن نفهم السيد أردوغان ولكن يبدو أنه إلى الآن لم يفهمنا، أو أنه لا يريد أن يفهمنا، وهذا هو الأقرب. فالرسائل التي تصل إليه، إلى يومنا هذا، ليس فحسب من السعودية بل ومن مصر ومن غيرها من الدول العربية لا تجد أذناً صاغية من هذا الآدمي.
يضع قاعدة عسكرية في دويلة الإرهاب قطر، على حدودنا الشرقية، وهي بالفعل تهدد أمننا الوطني، واستقرارنا. ويختطف الزعيم الكردي التركي، الذي ينادي في بلده تركيا باحترام أهله وشعبه الكردي، وأن تكون له حقوق مثل بقية العرقيات في تركيا، وهذا حق من حقوقه. نقول يختطفه من سفارة اليونان في نيروبي، كينيا، بقوة كوماندوز تركية، أقلَّته بطائرة خاصة معصوب العينين ومكبل الرجلين، ومربوطاً على كرسي الطائرة، ووضعه في جزيرة معزولة نائية في تركيا لا يرى الشمس ولا يشم الهواء، وهو انتهاك لحقوق الإنسان. خطف أوجلان هو انتهاك صارخ للأعراف والبروتوكولات الديبلوماسية والسياسية، وانتهاك صارخ لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة (كينيا).
ثم يقوم بالحفر والتنقيب عن الغاز والنفط في دولة ذات سيادة (قبرص)، ولم يأت أحد من حكامنا أو حتى من المسؤولين ويجعل من تلك «القضايا» قضية، في المحافل الدولية، مثلما جعل هو من خاشقجي- يرحمه الله - قضية يريد فيها ابتزازنا سياسياً واقتصادياً وغيرها، ويفتكر أن السعودية العظمى (جمهورية موز)؟! مثل قطر تحقنه وحقنته بـ15 مليار دولار لدعم اقتصاد تركيا المنهار، وبطائرة خاصة قصر، ملكي طائر بأكثر من نصف مليار دولار أمريكي؟!.. يتهجم علينا من على منابر الأمم المتحدة بقضية خاشقجي وكأنه مواطن تركي وليس مواطناً سعودياً!، يضع لخاشقجي نصباً تذكارياً أمام قنصليتنا في أسطنبول، وبكل جرأة، ويصورنا على أننا دولة بوليسية وهو البوليسي بعينه، فهو من أتى بانقلاب مزعوم لتصفية معارضيه، الذين تخطوا الـ80 ألف مواطن ما بين عسكر ومدنيين وقضاة وإعلاميين ومعلمين، وحتى سائقو سيارات الأجرة لم يسلموا من شر أجهزة استخباراته البوليسية.
في هذا المقال سوف أضع النقاط فوق الحروف وآمل من السيد أردوغان أن يستوعب ما أقوله من مواطن لديه خطوط حمراء (أمن الوطن ومواطنيه وولاة أمره وثرواته ومكتسباته)، ولن أسمح أنا وغيري من المواطنين لكائن من كان بتخطيها لأنني سوف أكشفه.. أقول لأردوغان: إن السعودية عندما تندد وتشجب بأقسى العبارات احتلالك لشمال سوريا، وهو بلد عربي شقيق تريد أنت تدميره، من أجل أن تحتل شمال سوريا، وتستولي على آبار النفط هناك، الذي كانت (داعش) تبيعه لك بأبخس الأثمان، في السابق، ومن أجل أن تطلق الدواعش، وهم بالآلاف من سجون قوات الأكراد؟! لكي تستخدمهم أنت مرة أخرى في تمزيق عالمنا العربي، ونشر الفوضى والشر والإرهاب وبذلك أنت يا أردوغان تخطيت الخطوط الحمراء ولا بد من فعل شيء عربي جماعي يوقفك عن هذا الاعتداء السافر، خاصة وأنك تستخدم الدواعش، الذين ولدوا من رحم جماعة الإخوان المسلمين (المفسدين)، والذين تستضيفهم أنت على الأراضي التركية لكي تستغلهم في تمزيق عالمنا العربي؟!!.