• هل تبدو لك الحياة في بعض الأحيان غير منصفة ولا تتَّسمُ بالعدالة؟!..هل سبق وأن بذلت جهداً خارقاً ثم لم تحصل في المقابل على شيء ذا بال؟!. هل سبق لك الإحسان إلى الغير ثم فوجئت بردٍ ناكر للجميل؟!.. هل تعرف أناساً سرقوا جهود آخرين؛ وتنعَّموا بوفرةٍ مالية ووجاهة لا يستحقونها؟! حسناً.. هذا يحدث كثيراً في مدارج الحياة، بل إنه ربما يكون أحد قوانينها، فالحياة -كما يقولون- ليست عادلة ولا منصفة على الدوام!.
• قد تعجب إن علمتَ أن مقولة «الحياة ليست عادلة دوماً»؛ هي للرجل الذي تربَّع على عرش أموال العالم (بيل جيتس). لكنك قد تتفهَّم مشاعر الرجل عندما تعرف وجهه الآخر المُحب للعطاء، والداعم للفقراء، والمحارب للأمراض، والداعم لأبحاث الزراعة والغذاء في المناطق الفقيرة!. شخصياً لا أتفق مع المقولة على إطلاقها، فالحياة منصفة وعادلة لو سارت حسب ما أراد لها الخالق أن تسير، بعيداً عن الغش والكذب والتسلُّق والنفاق والمصالح الشخصية والعنصرية.. لكني اضطر للاتفاق معها عندما أُشاهد الحياة بالشكل الذي نعيشه، الذي تجبّر فيه المال والفساد، حتى أصبحا هما القاعدة، وغيرهما الاستثناء.
• وبغض الطرف عن مدى الاتفاق أو الاختلاف مع المقولة (الجدلية)، فإن هذا لا يجب أن يدفعنا إلى التخاذل والتسليم لقوى الشر، فمن المهم أن تكون مقاتلاً صلباً في التعامل مع خيبات الحياة وتحوُّلاتها.. فمن الحقائق الثابتة أن الحياة ليست لطيفة ولا رقيقة على الدوام.. كما أنها لا تُعاملنا كزبائن محل تجاري يجب إرضاؤهم جميعاً.. بل إن قسوتها محتملة في أي وقت، حتى وإن كانت تُقدِّم لنا بعض الترضيات بين وقتٍ وآخر.. لذا عليكَ بالصبر والقناعة وعدم اليأس، والوقوف في وجه الفساد والفاسدين، وهذا يتطلب صبراً وإيماناً بالطبع.. فقد يكون المفتاح الأنسب هو الأخير في سلسلة المفاتيح، وكثيراً ما تأتي الفرص عندما نتوقف عن طلبها وانتظارها.. هكذا هي الحياة تعطينا ما نريد حين نيأس منه، وكأنها تريد أن تُعلِّمنا أن أجمل أنواع السعادة هي تلك التي تأتي على غير انتظارٍ أو توقُّع.
• إيمانك بنفسك وبمبادئك وثقتك بعدل ربك هما أكبر وأهم أسلحتك في معارك الحياة.. قد يمر بك الوقت وتنسى تلك الأوجاع والمرارات التي أرهقتك حتى ارتعشت منها يداك؛ وتداعى لها سائر جسدك بالسهر والحمى، وخفق لثقلها قلبك، حتى ظننتَ أنه سيقفز من بين أضلعك.. قد تنسى كل هذا مع مرور الأيام، لكن ثق أن ربك لن ينساه، وسيُكافئكَ عليه يوماً حتى تملؤك الدهشة.
• لو سألتَ معظم السعداء الحقيقيين في الحياة، فسيُؤكِّدون لك أنه من الواجب ألاّ تُفكِّر كثيراً في النجاح والمكافأة والعائد، حتى لا يكون محبطاً لك عند عدم حدوثه!.. أما إن سألت (دينيس هولي)، فسينصحك بعدم السذاجة قائلاً: «أن تتوقع من هذا العالم المليء بالشرور أن يُعاملك بعدلٍ ورقَّة لمجرَّد أنكَ إنسان طيب.. فهذا يُشبه توقّعك ألا يُهاجمك الثور لأنك رجل نباتي!».