* بالتأكيد «المدينة المنورة» تحظى باهتمام الحكومة السعودية التي تُقدِّم لها الرعاية والدعم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، الذي يتعهدها بالزيارات التفقدية المتكررة؛ ولكن الخدمات البلدية فيها لم ترقَ حتى الآن للطموحات، ولم تواكب ما تبذله الدولة للمدينة النبوية من ميزانيات كبيرة!
* فمنذ مغادرة معالي المهندس عبدالعزيز الحصين لكرسي «الأمانة»، اختفت الخطط والاستراتيجيات الواضحة؛ فمع التقدير جداً لمن جاؤوا بعده، والتأكيد على إخلاصهم وتفانيهم إلا أنّ ما قدَّموه بقي في إطار الاجتهادات الوقتية التي افتقدت للعمل المؤسسي الممنهج، وكانت النتيجة فَوضى المشروعات وتعثُّر بعضها، فيما عَانت العديد من أحياء المدينة وضواحيها من غياب مشاريع البنية التحتية، ومن تَوَرُّم طرقها بالحفُر والمطبات، يضاف لذلك محدودية الحدائق والمساحات الخضراء، ونسيان اللمسات الجمالية في ميادين المدينة ومداخلها!
* ولكن اليوم ومع تكليف المهندس فهد البليهشي بأمانة منطقة المدينة المنورة سَرت روح جديدة في شرايينها أعادت لها الحياة، محاولةً قيادتها نحو محطات التطور، ومن ذلك: سرعة الاستجابة لمطالبات المواطنين، ومراجعة الكوادر البشرية، وتدوير الكفاءات بين الإدارات والبلديات الفرعية، وكذا (اعتماد 23 مخططاً سكنياً بمساحات تتجاوز الـ3,
3 مليون متر مربع، تضم 3226 قطعة أرض، و29 مسجداً، و18 مدرسة)، وإطلاق «مبادرة غِراس» التي تنادي بزراعة نحو (100 ألف شجرة) في طيبة الطيبة، وهناك الإعلان عن حدائق جديدة كـ(الجَمَّاوَات، والرياضية في حي الملك فهد، والنخيل في الجُرف)، إلى غير ذلك من المشروعات والمبادرات.
* تلك الخطوات المتسارعة تُؤكِّد على إمكانية التطوير السريع متى ما وُجِدت الإرادة عند المسؤول، كما هو الحال مع المهندس البليهشي، وأن «أمانة المدينة» تحتضن قدرات وطاقات بشرية كبيرة، كانت فقط تحتاج للتحفيز وصناعة بيئة عمل صحية تساعدها على العطاء.
* أخيراً شكراً لـ(المهندس فهد البليهشي) وفريق عمله على تلك الجهود الملموسة التي نرجو أن تتضاعف؛ فمدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دائماً تستحق الأفضل؛ فهي عاصمة النور وعنوان الإنسانية، وهذه دعوة لـ»الأمانة» للتواصل والحوار المباشر مع أهل المدينة الطيبين وزوارها الكرام، لسماع ملحوظاتهم ومقترحاتهم؛ فما سيقولونه لن تأتي به أكبر المكاتب الاستشارية التي تقبض المبالغ المليونية.