الأيدلوجيا كلمة أصلها يونانية ومشتقة من كلمتين هي (فكرة وعِلم) وتعني بالتحديد (علم الأفكار) وللتبسيط أكثر من خلال الواقع أستطيع تعريف الأيدلوجيا على طريقتي الخاصة بأنها (نجاح عدوك بتعطيل عقلك واستمالة عاطفتك لِما يريد وتصوير وطنك وقيادتك بصورة سلبية وبالتالي تأليبك عليهم وتجييشك ضدهم).
والأمر يصل لأبعد من ذلك بأن يجعلك تشعر وتتأكد أنك أنت الوحيد الفاهم والمُدرِك لما يدور في العالم وأنك أنت وحدك فقط الغيور على الدين والوطن وأن من يخالفك في ذلك (مُطبِّل) ويجعلك أيضًا ترمي التهم جُزافاً لكل من يدافع عن دينه وقيادته ووطنه بالطريقة الصحيحة وينظر للأمور بنظرة بعيدة ويتأنى في إطلاق الأحكام ويلتزم الصمت عند عدم الإلمام بكل التفاصيل.
عزيزي المؤدلج.. اعلم أن عدوك يريد الانقضاض عليك عندما تتيح له أنت ذلك، وأن عدوك يعمل ليل نهار ويصرف الأموال الطائلة لإنشاء مراكز الأبحاث والدراسات الخاصة ليجعلك لقمة سائغة وأداة من أدوات تنفيذ الخطط والإستراتيجيات التي يرسمها ضدك في هذه المراكز.
يقول تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة) ويقول تعالى (بل الإنسان على نفسه بصيرة) وقال صلى الله عليه وسلم (إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا وأورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بِحظٍّ وافر).
أرأيت يا عزيزي أن الكتاب والسنة ربطت الدعوة بالعلم والبصيرة؟! وهل تعلم أن الجهل والظلال هما العدو الحقيقي للإنسان؟
** خاتمة القول:
* عندما تتهم غيرك بتمييع الدين وأنت لا تصلي صلاة الفجر في وقتها ولا تحرص عليها وهي أساس الدين فهل هذا يُعقل؟!
* عندما تتهم غيرك بالتغريب وأنت لا تفقه شيئًا في أبواب الفقه من عبادات ومعاملات فهل هذا يصح؟!
* عندما تتهم غيرك بالتقصير السياسي وأنت لا تفقه شيئاً في ذلك وتجهل ما يدور في دهاليز السياسة فهل هذا مقبول؟!
* أخيرًا (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقِلون).