شيء جميل حين نرى تلك الحفاوة بالمرأة في يوم عالمي خُصص لها، يناقش فيه العالم قضاياها ويعدد إنجازاتها ويكرمها فيه.. في حين أن أي شيء يخص المرأة يأخذ نصيبه من الحفاوة وتمتلئ به صفحات الإعلام.
فنجد العالم يثور ولا يهدأ، عند مناقشة القضايا النسائية ويقوم الإعلام بدوره الفاعل في تسليط الضوء على كثير من الملفات النسائية الشائكة، وتظهر المنظمات النسوية معاتبةً جموع الرجال في العالم أينما حلوا وأصابع الاتهام بالتقصير تلاحقهم أينما وجدوا!!..
وعلى النقيض تماماً يختلف المشهد حين يكون هذا هو «اليوم العالمي للرجال»... هدوء مميت وصمت مريب!!.. يغيب الإعلام ويعم الصمت تحت سبات عالمي فلا أحد يبدي لهذا اليوم العالمي أي اهتمام! فالإعلام الذي من المفترض أنه يُناقش مشاكل وقضايا الرجل والتي توالت وتضاعفت بشكل متزايد في السنوات الأخيرة لا يحرك ساكناً!.
فهنا مثلاً قضية جديرة بالطرح والمناقشة حيث أثبتت الوقائع أن الرجل هو الأكثر إقداماً على الانتحار، خصوصًا لمن هم دون سن 45 عامًا، وفقًا لمنظمة «كالم» الخيرية، والاسم اختصار لـ»الحملة ضد الحياة البائسة».. ففي بريطانيا، ينتحر 84 رجلاً كل أسبوع، أي بمعدل 12 رجلاً يومياً، وفقا لما جاء في صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية، وأشارت الصحيفة إلى أن متوسط انتحار الرجال في بريطانيا يزيد بنحو ثلاثة أضعاف على متوسط انتحار النساء.
إنها قضية واحدة من بين عشرات القضايا المهمة التي ذهبت أدراج الرياح مع عاصفة القضايا النسائية التي لا تهدأ.
أليس من حق الرجل أن ننظر إليه كونه إنساناً وليس مجرد جنس آخر، وله قضاياه ومشاكله، ونخصص له منظمة تكفل حقوقه وتسمى منظمة حقوق الرجال.. ونطالب له بالمساواة مع المرأة في هذا الزمن العجيب!! إننا نشهد منذ بداية البشرية صراع القطبين المرأة والرجل ونعلم أنهما أساسا ارتكاز الكون، وليس هناك ثالثٌ لهما!.. ولتحقيق التوازن على هذه الأرض لابد أن ننظر لحق الرجال هو الآخر علينا.