ستكون المملكة -بإذن الله- واحدة ضمن 20 نموذجًا عالميًا في التحوُّل الرقمي والابتكار بحلول عام 2030؛ فهي تعمل على جعل الذكاء الصناعي أحد أهم مشاريعها الاقتصادية للارتقاء بالمنظومة التكنولوجية المتقدمة، وقد وصل مؤشر النضج الحكومي إلى أكثر من 73% لهذا العام، ويتوقع أن يصل معدل التحوُّل الرقمي التراكمي للجهات الحكومية إلى 80% في 2020 م، لتحقيق مجتمع رقمي متكامل.
ولعل وزارة الحج والعمرة من الجهات الحكومية السبَّاقة التي أولت التحوُّل الرقمي اهتمامًا لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن.. ولم تكن (منصة ضيف) لتتبُّع الحافلات إلكترونيًا، ونظام (ارشدني) الإلكتروني، سوى بداية انطلاقة لدخول التكنولوجيا لتحسين الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، حيث وجَّه معالي وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بنتن باعتماد التحوُّل الرقمي في الوزارة، وتطبيق المسار الإلكتروني لحجاج الداخل، وآخر لحجاج الخارج، وتم وضع مجالات تكنولوجيا متعددة منها إصدار التأشيرات، والاستقبال، والنقل، والسكن، والإقامة، والمشاعر المقدسة والمغادرة وغيرها.. من خلال مبادرة (طريق مكة)، حيث شمل هذا العام 5 دول هي: تونس، وباكستان، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وماليزيا، وتدرس الوزارة التوسُّع في التجربة في العام القادم لتشمل دولًا أخرى؛ فعن طريق المسار الإلكتروني تم إصدار 1.82 مليون تأشيرة إلكترونية من أكثر من 127 دولة في العام.
كما استحدثت الوزارة (الدليل الذكي)، وهو تجربة افتراضية للواقع المعزز من خلال نظارة إلكترونية للمشاعر المقدسة، ومناسك الحج، وتحوي دليلًا تفاعليًا مبتكرًا، حيث يعيش الحاج تجربة افتراضية حتى قبل الذهاب للمشاعر المقدسة، وقد وُزّعت (8500 نظارة) لحجاج من 18 دولة.
فإذا أضفنا إلى ذلك تطبيق (مناسكنا)، هو أيضًا تطبيق تفاعلي بأكثر من 8 لغات يُجسِّد رحلة الحاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وللتأكد من صحة خط سيره في المشاعر المقدسة، فهو متصل بخرائط دقيقة وبه خدمات متنوعة مثل خدمات الطوارئ، وجدول مواعيد الصلاة، واتجاه القبلة وغيرها.
وتعتبر منصة (مقام) أيضًا إحدى البوابات الإلكترونية الرئيسية لطلب حجز باقات خدمات العمرة من خلال المنصة، والتأكد من حالة الحجز وإصدار التأشيرة الإلكترونية.
بل إن الوزارة مستمرة في خطواتها نحو التحوُّل الرقمي (لحج ذكي) فقد طبقت الاسورة الإلكترونية في حج عام 1440هـ، واستفاد منها في مرحلتها الأولى حوالى 150 ألف حاج. كما وقعت الوزارة مذكّرتي تفاهم مع شركة (علم) للتطوير وتشغيل منصة إلكترونية للإعاشة، والصحة، والبيئة، وتشغيل مركز تأهيل وترخيص العاملين من شركات الحج والعمرة، حيث وقَّعها معالي نائب وزير الحج والعمرة د. عبدالفتاح مشاط، والرئيس التنفيذي لشركة علم لأمن المعلومات د. عبدالرحمن الجضعي، هذا بالإضافة لما تم توقيعه العام الماضي من شراكة استراتيجية ومذكرة تفاهم مع شركة (إس إيه بي) SAP في مجال التقنية وتعزيز البنية التحتية الرقمية والحوسبة السحابية، ومنصات الحوسبة السحابية المختصة بالجغرافيا المكانية، وانترنت الأشياء من أجل رفع مستوى الخدمات.
ولأن طموحات الوزارة يصل عنان السماء، فقد شهدت تحوُّلًا رقميًا واسع النطاق، وشاركت مؤخرًا في معرض جيتكس للتقنية في 8/10/2019م، حيث ضم المعرض نخبًا من مبدعي التكنولوجيا، ورجال الأعمال، والاقتصاد. وتسعى الوزارة بذلك لجعل المستقبل أكثر إشراقًا في خدمات الحج والعمرة، والتوسُّع في نطاقات تعاونية مع بيوت الخبرة لتعزيز استخدام الحلول الذكية، فتكون جميع خدمات ضيوف الرحمن رقمية بحلول 2030 بإذن الله.