بعد الإعلان عن مقتل علاء أبو فخر، أمين سر وكالة داخلية الشويفات في الحزب التقدمي الاشتراكي، إثر إطلاق النار عليه من قبل عنصر من الجيش اللبناني تحت جسر خلدة جنوب بيروت، وما نتج عنه من غليان في الشارع اللبناني، خرج رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، وناشد جميع المواطنين بالمحافظة على حراكهم السلمي.
وأكد الحريري أنه اتصل بقائد الجيش، وقائد الأمن الداخلي، لاتخاذ إجراءات لحماية المواطنين. وأصدر المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري بيانًا، فجر أمس، إثر الأحداث الأخيرة في لبنان، جاء فيه أن الرئيس تابع طوال الليل وحتى الساعات الأولى من الفجر، مجريات الأحداث والتحركات الشعبية في العاصمة والضواحي وسائر المناطق اللبنانية، وأجرى لهذه الغاية اتصالين مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، وقائد قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، مشددًا على وجوب اتخاذ جميع الإجراءات التي تحمي المواطنين، وتؤمن مقتضيات السلامة للمتظاهرين.
وأضاف البيان أن الحريري تواصل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط؛ معزيًا بالشاب علاء أبو فخر، عضو المجلس البلدي في الشويفات، الذي قضى في الحادث خلال التحرك الشعبي في منطقة خلدة جنوب العاصمة. كما نوه الرئيس الحريري بالموقف الوطني المسؤول الذي عبر عنه جنبلاط ودعوته إلى التهدئة وتجنب الانزلاق نحو الفوضى، واعتبار الدولة الملاذ الذي لا غنى عنه.
إلى ذلك ناشد الحريري جميع المواطنين في كل المناطق المحافظة على حراكهم السلمي، وقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، منبهًا على مسؤولية الجميع، سلطة وقيادات ومؤسسات عسكرية وأمنية وتحركات شعبية، في حماية البلاد والتضامن في مواجهة التحديات، بحسب البيان.
اللبنانيون في الشوارع مجددا
إلى ذلك عاد المتظاهرون مجددًا إلى قطع الطرق الرئيسية في مختلف المناطق اللبنانية، أمس، غداة مواقف لرئيس الجمهورية ميشال عون اعتبروها «مستفزة»، وتتجاهل مطالب يرفعونها منذ نحو شهر، داعين إلى رحيل الطبقة السياسية.
وتجمع المتظاهرون على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي في بعبدا على مشارف بيروت، غداة مقتل متظاهر برصاص عسكري جنوب العاصمة، في حادثة أثارت غضبًا واسعًا.
وقطع المتظاهرون طرقًا حيوية منذ الصباح الباكر في وسط بيروت وعلى مداخلها، وفي نقاط عدة على الطريق المؤدي من بيروت إلى شمال لبنان، وفي طرابلس وعكار شمالاً، والبقاع الغربي شرقًا وصيدا جنوبًا. وأشعلوا الإطارات المطاطية احتجاجًا، وعاد المتظاهرون إلى قطع الطرق بعدما كانوا عمدوا منذ الأسبوع الماضي إلى التجمع أمام المرافق العامة والمصارف ومنع موظفيها من الالتحاق بمراكز عملهم. ووقعت إشكالات محدودة بين المتظاهرين وعسكريين في منطقة الشفروليه.
وأقفل الجيش جميع الطرق المؤدية إلى منطقة بعبدا، حيث القصر الرئاسي، بالعوائق الحديدية والسياج الشائك، وقال إن مئات المتظاهرين وصلوا تباعًا سيرًا على الأقدام، بينما نفذ عناصر من الحرس الجمهوري ومكافحة الشغب انتشارًا كثيفًا في المنطقة. وقال متظاهر للمؤسسة اللبنانية للإرسال، قناة تلفزيونية محلية، أثناء وجوده في وسط بيروت «طلب الرئيس أن يتحدث إلى ممثلين عن الثورة، وبما أن كلاً منا مسؤول عن ثورته، فسنتوجه كلنا إلى بعبدا».
وفي موقف شكل خيبة أمل للمتظاهرين، انتقد عون خلال حوار تلفزيوني ليل الثلاثاء عدم وجود قياديين يمثلون الحراك الذي يشهده لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، ويلبون دعوة سابقة وجهها إليهم إثر اندلاع الاحتجاجات، للحوار معهم حول مطالبهم. وردًا على سؤال عن فقدان المتظاهرين ثقتهم بالسلطة، دعاهم عون في حال لم يجدوا «أوادم» في السلطة إلى أن «يهاجروا»، مبديًا في الوقت ذاته استعداده للرحيل في حال لم يعجب تاريخه المتظاهرين.
ورغم توضيح رئاسة الجمهورية ما قصده عون، نزل متظاهرون فور انتهاء المقابلة إلى الشوارع وعملوا على قطع الطرق في مناطق عدة.
الحريري يناشد للحفاظ على سلمية الحراك بعد مقتل متظاهر
تاريخ النشر: 13 نوفمبر 2019 20:46 KSA
A A