الخيانة للأوطان وشعوبها بصرف عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعوب، على تدمير دول الجوار وغيرها، وزعزعة أمنها واستقرارها، لا تجلب إلا المآسي للشعوب التي ابتليت بخونة من يحكمونها، ولا همّ لهم إلا كراسيهم وأرصدتهم في البنوك.
ثلاث دول في المنطقة لعبت دور الخيانة لأوطانها وشعوبها، والآن تدفع ثمن تلك الخيانة.
النظام الإيراني يتصدَّر دول الخيانة لإيران وشعبها. حيث إنه لعب على وتر المذهبية محاولًا إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية، التي سادت ثم بادت، والآن يدفع الثمن، فالشعوب اكتشفت تلك اللعبة القذرة، وأول من اكتشفها هم أتباع المذهب الشيعي، الذين قلبوا الطاولة على مَن قام بالضحك عليهم، بل وابتزهم وسرق ثرواتهم وخيرات بلادهم، حيث استقطعوا نسبة الخمس من دخل فقرائهم.
النظام الإيراني وعلى مدار أربعين سنة، منذ ثورة الهالك الخميني، الذي أتت به فرنسا على طائرة خطوطها الفرنسية، وسلَّمته مقاليد الحكم في إيران لكي يعبث في عالمنا العربي، ويُصدِّر الثورات والمحن إلينا، لكي يُؤخِّر تنمية أوطاننا العربية، بنشر الفتن التي تجعل مواطني البلد الواحد يتقاتلون فيما بينهم، وذلك لتشغيل مصانع الأسلحة في الغرب والشرق، وجعل العرب والمسلمين معامل لتجارب أسلحتهم، التي تبيد البشر والحجر، وبالطبع فإن إسرائيل تنام قريرة العين، لأن مواطني البلد العربي الواحد، لا همّ لهم إلا الاقتتال فيما بينهم، لتحقيق نصرًا مزيفًا، ونسوا هؤلاء المتقاتلون؛ قضية العرب الأولى «فلسطين»، بسبب إيران وتركيا وقطر.
النظام المارق الآخر هو النظام التركي بقيادة رئيسهم رجب طيب أردوغان، حيث استغل جماعة الإخوان الإرهابية لتحقيق طموحاته في إحياء الإمبراطورية العثمانية البائدة التي جلبت لعالمنا العربي التخلف والرجعية.
فالنظام التركي بسياسته المفضوحة أثبت أنه غير مؤتمن على وطنه وشعبه، بل خسر الشعب التركي الكثير بممارسات النظام غير المسؤولة، والآن تركيا في عزلة داخلية وإقليمية ودولية، فالإمبراطورية العثمانية هي من أبادت الأرمن، والآن النظام التركي برئاسة أردوغان يُكرِّر تاريخ أجداده، ويُبيد (الأكراد) في شمال شرق سوريا، وينتهك سيادة دولة عربية.
غرور أردوغان وصلفه وصل إلى الدولة القبرصية ذات السيادة، حيث أخذ أردوغان يُنقِّب عن البترول والغاز في مياهها الإقليمية، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي!! ثم اكتشفنا أن الداعم لهذين النظامين (الإيراني والتركي) لكي يتمادى في استنزاف خيرات وثروات العرب هو نظام الحمدين الإرهابي، الذي ظل على مدار قرابة الربع قرن، يحبك الدسائس والمؤامرات لعالمنا العربي، متخذًا جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات والمنظمات الإرهابية كمطية لنشر الفتن في الوطن العربي.
الخيانة من قِبَل محاور الشر الثلاثة، نتيجته تأخُّر التنمية لأوطانهم، وصرف عشرات المليارات من الدولارات من مال شعوبهم على هذه الأهداف الخبيثة، فقد ذهبت الأموال هباءً منثورا، وخسروا العلاقة الطيبة بدول الجوار؛ التي تضرَّرت من تلك الخيانة والعمالة للغرب والشرق. والذي يحصل في العراق ولبنان، وثورة شعبيهما يُبرهن بالدليل القاطع أن استغلال المذهبية أصبحت لا تنطلي عليهما، حيث إنهما يبحثان الآن عن الأمن والأمان، والتنمية والاستقرار، والرخاء والازدهار، ولن تجد هذين الشعبين في أحضان الملالي والآيات الخونة في قم وطهران مرة أخرى. ولن تجدهما أيضًا في أحضان النظام التركي المبتز، بل ستجدهما في المستقبل القريب في أحضان الدول العربية المخلصة التي تضررت هي الأخرى من سياسات إيران وتركيا وقطر.
وعي الشعبين العراقي واللبناني أطاح بالفاسدين هناك، وسيتخلَّصان من الوجود الإيراني في بلديهما، والقادم سيكون بمشيئة الله في اليمن وليبيا والصومال، وسيذهب زعماء الشر والخيانة إلى غير رجعة، فقديمًا قالوا: (لا يصح إلا الصحيح)، (وما بني على باطل فهو باطل).