اليوم اختلف كل شيء، وتحولت حياتنا إلى حياة مختلفة، والسبب هو التقنية التي أشغلت وأشعلت حياتنا حتى أصبح الكثير منا يعيش على حافة الجنون. والجنون فنون أنتجت جدلية (لا) تختلف عن جدلية الرسم والكتابة، والضحية هو العقل، الذي أوشك أن يغرق بين الجبن والجنون الذي يختبئ خلف الأسماء المستعارة وبين الشجعان الجبناء الذين يكتبون ومن ثم يحذفون كل ما كتبوه بحجج واهية حتى أصبح المتلقي يدور معهم وبينهم في دوائر كلها مغلقة ومتشابكة جدًا!! وهنا يحضر العقل الفطن، والذي يراقب بصمت كل ما يجري، والصمت قضية، والثرثرة قضية، لكن وكما يقول المتنبي «وإذا لم يكن من الموت بد.. فمن العار أن تموت جبانا» وهذه حقيقة أتمنى أن يعيها أولئك الذين أعتبرهم أنا إفرازات مرحلة، والتي حتمًا سوف تنتهي ذات زمن إلى الفناء، والنهايات الحتمية للفارغين هي مقابر الأشباح تلك التي تنتظر كل الذين (لا) يختلفون عن البالون المملوء بالهواء، وأقصد هنا أولئك السذج الذين انتهزوا واستغلوا صغار العقول ومن ثم قاموا على ظهور «الغلابة» حتى أصبحوا هم مشاهير الغفلة الذين يتربحون على حساب البسطاء، والذين وبكل أسف هم سبب صعودهم البارد والباهت، لكن المخجل هو أن يصعد قليل العقل هكذا على حساب الإنسان العقل، وهي والله حكايات باتت مزعجة جدًا..
العقول يا سادتي هي من تصنع الفارق، والتي تعيش اليوم في مأزق كبير؛ ذلك لأنها ترى وحوشًا من ورق فُقدت السيطرة عليها، ومن يصدق اليوم أن الليل هو سيد الحكايات التي باتت تأتي في سلسلة تغريدات بعضها يقتلك، والآخر يحملك من مكانك إلى واد سحيق والسؤال.. متى يا سادتي نفيق؟! لنكون عند حسن الظن بنا، ومتى يا سادتي الفضلاء نكتب أحلامنا وحبنا وكل ما يهمنا بعقل وحكمة؟! ومتى نتخلى عن أولئك الذين منحناهم فرصًا للتكسب على حسابنا وهم (لا) يستحقون أن نمنحهم ثانية واحدة؟ و(لا) شيء يقتلك أكثر من أن ترى فارغًا يحلق في سموات الزلق ويقتات على أحلامك، وهذه هي الحقيقة المفزعة التي أنا أعرفها وكل العقلاء الذين باتوا قصص صمت في حضور الجنون..!!
(خاتمة الهمزة).. الأهم قبل المهم عندي.. هو أن نتنبه جيدًا لكل الذين يندسون بيننا، وكل همهم هو صناعة الأذى ومحاربة أحلامنا بقوة... وهي خاتمتي ودمتم.