الأسبوع الماضي شاهدت فيلمًا وثائقيًا هز بدني عن منطقة سرية للغاية في الولايات المتحدة الأمريكية اسمها «لوس ألاموس»، فقررت أن أشارك القراء ما شاهدته من معلومات مخيفة ومرعبة عن هذه المنطقة، وما أنتجته منذ تأسيسها إلى يومنا هذا.
مختبر لوس ألاموس الوطني بالإنجليزية Los Alamos National Laboratory، واختصارًا LANL، هو مختبر يتبع لوزارة الطاقة الأمريكية، نظم في بادئ الأمر إبان الحرب العالمية الثانية لإجراء أعمال سرية تتضمن تصميم الأسلحة النووية كجزء من مشروع مانهاتن.. وهو ومختبر لورانس ليفرمور الوطني أحد المختبرين الوحيدين المصرح لهم بذلك.. مختبر لوس ألاموس الوطني هو قسم مختبري وطني للطاقة، ويقع على بعد مسافة قصيرة شمال غرب مدينة سانتا فيه بولاية نيو مكسيكو.. وهو واحد من أكبر المؤسسات العلمية والتقنية في العالم، ويجري بحوثًا متعددةً في تخصصات عديدة مثل الأمن القومي، واستكشاف الفضاء، والطاقة المتجددة، والطب، وتقنية الصغائر، والحواسيب الفائقة.. ولكن أساسه كان لإجراء بحوث في اختراع القنبلة النووية الأولى في العالم، والتي سميت باسم سري وهو «لتيل بوي» أي «الولد الصغير»، وهي القنبلة التي أسقطت على هيروشيما وأزالتها عن الوجود، وكانت أول قنبلة ذرية فجرت.. طمع الأمريكان والخوف من أن الروس قد يخترعون قنبلة أقوى فبدأ أوبنهايمر الباحث النووي في تجارب اختراع بيج بوي أي «الولد الأكبر».. نجح أوبنهايمر وفجر الولد الأكبر وجربت القنبلة النووية الواحدة فقط على جزيرة نجازاكي وكانت قوتها تمحي كل ذي حي على مساحة منطقة مكة المكرمة بكاملها.. ولم يتوقف الإنسان عند هذا الحد من الدمار.. وبعد فترة وجيزة، بدأ الاتحاد السوفيتي تطوير مشروعه الذري الخاص، ولم تمر فترة طويلة بعد ذلك، وطورت البلدان أسلحة انصهار أكثر قوة عرفت باسم القنابل الهيدروجينية التي سميت الولد الخارق أي super boy. هذه القنابل قوة واحدة منها تمحي عن الوجود كل ذي حياة في مساحة تساوي مساحة نيويورك.
واليوم رغم معاهدة دولية، بدأ التوقيع عليها في 1 يوليو 1968 للحد من انتشار الأسلحة النووية التي تهدد السلام العالمي ومستقبل البشرية، رغم هذه المعاهدة تمتلك مئات القنابل الهيدروجينية كل من: أمريكا والروس وإنجلترا وفرنسا والصين وباكستان والهند، وأشد خطورة على البشرية إسرائيل تمتلك مائتي قنبلة هيدروجينية.
انسحبت الولايات المتحدة رسميًا بتوقيع الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة 2/8/2019م من معاهدة مهمة للصواريخ النووية كانت قد أبرمتها مع روسيا، وذلك بعد أن رأت أن موسكو تنتهك المعاهدة، وهو أمر نفاه الكرملين مرارًا..
من لوس ألاموس بدأ دمار البشرية.