حالة من الاهتمام توليها الدول المتقدمة للمواهب الإبداعية، المنتمية منها للتعليم أو تلك التي خارج إطاره، خصوصًا وتلك المواهب تملك قدرات خاصة تُميِّزها عن غيرها وتجعلها قادرة على الإتيان بالجديد والمفيد، ولن ندخل هنا في جدلية أيهما أهم، الموهبة الفطرية أم البيئة المناسبة؟؛ لأن كلتيهما مكمِّل للآخر. تأسيسًا على ما سبق فقد شهد العام (١٤٢٨هـ) انطلاقة برنامج رعاية الموهوبين بتعليم القنفذة، ومنذ ذلك الحين ومدارسُ رعاية الموهوبين التابعة لتعليم القنفذة -بحسب مشرف رعاية الموهوبين الأستاذ عبدالرحمن الراشدي- تحتضن العديد من البرامج والفعاليات المختلفة، ابتداءً من الصف الرابع مرورًا بالخامس والسادس في المرحلة الابتدائية، ثم المرحلة المتوسطة. وتتنوع البرامج ما بين عناصر التفكير الإبداعي وإسكامبر وبعض برامج التفكير الأخرى وذلك للمستوى التمهيدي، وبرنامج الكورت للمستوى الأول، وبرنامج حل المشكلات بطرق إبداعية للمستوى الثاني. أما طلاب المستوى الثالث فيتلقون برنامج حل المشكلات المستقبلية بطرق إبداعية، وطلاب المستوى الرابع يتلقون برنامج البحث المستقل. كما قدم قسم الموهوبين برامج خاصة للطلبة المتميزين كإثراءٍ أسبوعيٍّ في يوم الخميس من كل أسبوع، أما في الإجازة الصيفية فتُقدَّم للطلاب الموهوبين عدد من البرامج الإثرائية والتطويرية والمهارية والرياضية والترفيهية في مركز رعاية الموهوبين وتحت إشراف نخبة من المعلمين المتخصصين، بالإضافة لتمكين الطلبة من حضور دورات تدريبية في الحاسب الآلي بالتعاون مع المعهد الصناعي بالقنفذة والكلية التقنية، مع الأخذ في الاعتبار أن كل معلم من معلمي الموهوبين بتعليم القنفذة لا تقل ساعاته التدريبية اليوم عن (140 ساعة) في مجال الموهوبين وطرق التعامل مع الطلبة الواعدين بالموهبة وفي إستراتيجيات التخطيط والتصميم للبرامج الإثرائية.
ولأن هذه الجهود تعد جهودًا متميزة، فقد كان لقسم رعاية الموهوبين بتعليم القنفذة إنجازات يمكن أن نذكر منها: بلغ عدد الطلاب المصنفين موهوبين ابتداءً من عام (١٤٣٣هـ) (٤٧٠) طالبًا، وبلغ عدد الطلاب المستفيدين من برنامج الرعاية المدرسي (٤٤٨) طالبًا، وبلغ عدد الطلاب المرشحين للتسريع هذا العام (١٣) طالبًا، وبلغ عدد الطلاب الذين تم تسريعهم فعليًّا خلال السنوات الماضية (٤) طلاب. كما تم افتتاح فصول الموهوبين في مدرستين إحداهما ابتدائية (الصف الرابع) والأخرى متوسطة (بصفوفها الثلاثة)، وقد بلغ عدد الطلاب المستفيدين من برامج فصول الموهوبين (٤٧) طالبًا، وبلغ عدد معلمي فصول الموهوبين (٣٠) معلمًا من تخصصات مختلفة. كما فاز طالب من المرحلة المتوسطة ببحثٍ علمي في أولمبياد إبداع (٢٠١٩) على مستوى إدارات التعليم، وبلغ عدد المشاريع المشاركة في (أولمبياد إبداع ٢٠٢٠) (١٧٠) مشروعًا لطلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، تأهَّل منها (٥) بحوث علمية للبنين و(٢) للبنات للتصفيات النهائية، وبلغ عدد الطلاب المشاركين في مسابقة (الكانجارو العالمية للرياضيات عام (٢٠١٩) (١٥١) طالبًا، وقد فاز طالبان بميداليتين ذهبيتين وفاز طالب بميدالية فضية في مسابقة الكانجارو. كما شارك (٤) طلاب في برامج محلية في جامعة الأعمال والتكنولوجيا وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة أم القرى وأرامكو، وفاز طالب في مسابقة خيال، وفازت مدرسة في مسابقة خيال على مستوى المملكة، وبالأمس ترشَّح أحد موهوبي القنفذة للمشاركة في برنامج (الإثراء الشامل للموهوبين) في اليابان.
هذه نُتَف من إنجازات قسم رعاية الموهوبين بتعليم القنفذة الذي فضَّلتُ عدم الكتابة عنه طوال (١٣) عامًا بسبب انتسابي له، واليوم أجد أنه من الواجب عليَّ الكتابة عنه بحكم تميز مخرجاته وتعدد إنجازاته التي يقف وراءها مدير التعليم ومساعداه، ورؤساء القسم المتعاقبون، ومشرفو القسم ومعلموه.. والقادم أجمل لموهوبي القنفذة وموهوباتها.