حصدت مؤخرًا وزارة الحج والعمرة جائزة المركز الأول، كأفضل جهة تُطبِّق البيانات الضخمة في إدارة عمليات التشغيل، ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة، للمؤتمر الدولي للتشغيل والصيانة في الدول العربية، المنعقدة في دبي خلال الفترة 19- 21 نوفمبر، والذي كان تحت عنوان: (تعزيز الصيانة من خلال إدارة البيانات الضخمة)، حيث دُعي إليه خبراء ومختصون دوليون في المنظمات الدولية لتبادل الخبرات والتجارب مع صُنَّاع القرارات والسياسات الإقليمية في مجال التشغيل والصيانة.
وبدايةً، نبارك لحكومتنا الرشيدة هذا الإنجاز الذي تحقَّق بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وحرصهما على ضرورة استخدام أحدث التقنيات الحديثة، وبذل الغالي والنفيس في سبيل راحة وخدمة ضيوف الرحمن؛ فالحج يعتبر الواجهة الحضارية للدولة السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا.
كما نبارك لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل؛ لأن الحدث يُمثِّل جزءًا من حلمه الكبير، بأن تكون مدننا ذكية، وخاصة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن، حيثُ قال سموّه يومًا ما: (أتمنى أن تكون آلية الحج والعمرة مبنية على أسلوب راق وحضاري وحديث، حيث يبدأ الحاج رحلته من بلاده ويتعرَّف على مسارها، حتى يصل إلى منافذ المملكة، ليجد كل شيء معدًا له بكل يسرٍ وسهولة).
وبحزمة الخدمات التقنية والجهود الجبَّارة التي تُبذل بتوجيهات من معالي وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بن طاهر بنتن، ومتابعة معالي نائبه د.عبدالفتاح مشاط، خطت الوزارة مسافات في تيسير الإجراءات وتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن كأحد المستهدفات الإستراتيجية للتحوُّل التقني.
ولعل ضخامة البيانات تقوم على ارتباطها بمؤسسات الطوافة الست، ومكتب الزمازمة، ومكتب الوكلاء الموحد، ومكتب الأدلاء، ومكاتب حجاج الداخل، بالإضافة إلى الجهات الحكومية المختلفة مثل: وزارة الصحة، الخارجية، الداخلية، الأمن، الجوازات... فكل تلك الجهات وضعت بياناتها في منصة وزارة الحج والعمرة، والتي تقوم بجمع البيانات وتحليلها وربطها بمنظومة النقل، والسكن، والإعاشة، والتي قدمت خدماتها لأكثر من 18 مليون حاج ومعتمر خلال عام 1440هـ.
كما واكبت مؤسسات أرباب الطوائف وزارة الحج في منظومتها التقنية بوصفها الأذرع التنفيذية للوزارة، والتي يُعوّل عليها بتقديم الخدمات المباشرة للحجاج وقاصدي المسجد النبوي الشريف بما تمتلك من كوادرٍ بشرية متخصصة، حملت خدمة الحجاج إرثًا وشرفًا تاريخيًا؛ حتى إن بعض المؤسسات أصبحت تُسمَّى (مؤسسة بلا ورق)، واستخدمت العديد من المنصات الإلكترونية.
ومن أهم التقنيات التي طبقت في منظومة (الحج الذكي) لعام 1440هـ بطاقة الحج الذكية، وكذلك خدمة بطاقة الحج البنكية من (قوقل بلاي)، وتم تطبيق شبكة إنترنت الأشياء؛ وهي المنظومة التقنية الأولى من نوعها في المشاعر المقدسة التي تعتمد على جمع وإرسال البيانات حول أماكن الزحام ومسارات المشاة، وهناك المركز الموحد لمراقبة التفويج وإدارة الحشود باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة المحاكاة لدعم اتخاذ القرارات، وتحسين الاستجابة للطوارئ خاصة في النقل، والذي يشرف عليه سعادة وكيل الوزارة للنقل د.بسام غلمان.
لقد كتبتُ عدّة مقالات سابقة عن التقنية في وزارة الحج والعمرة.. وقد سررتُ جدًا بهذا الفوز الذي يبرز مدى مصداقية وموثوقية مقالاتي، وأنها ليست دعائية كما يظن البعض.. ومع ذلك فإن هناك الكثير الذي لا بد أن يبرز للجمهور ممَّا تُقدِّمه وزارة الحج والعمرة من خدمات.