«لا تستجيب للمعايير الدولية» هكذا وصفت «مبادرة مناظرة»، وهي منظمة عربية غير حكومية شاركت في تنظيم المناظرات الرئاسية في تونس حيث مقرّها، ما جرى البارحة الأولى في مناظرة المرشحين الجزائريين الخمسة لانتخابات الرئاسة، وهم: عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لـ»حزب التجمع الوطني الديمقراطي»، وعبدالقادر بن قرينة رئيس حزب «حركة البناء الوطني»، وعبد المجيد تبون المرشح الحر، وعلي بن فليس رئيس حزب «طلائع الحريات»، وعبدالعزيز بلعيد رئيس حزب «جبهة المستقبل». ورغم سعي جميع المرشحين لإظهار أنفسهم وكـمهم تابعين للحراك الاحتجاجي المستمر منذ 22 فبراير الماضي والذي يرفض تنظيم الانتخابات أصلا، فقد مضى المرشحون يتسابقون في إبراز مدى تمسكهم بمطالب الحراك، باستثناء قضية عودة الأموال المنهوبة من الخارج والتي لم يتحمس لها عدد من المرشحين. وباستثناء ذلك، مضت المناظرة هادئة تماما كهدوء الأسئلة التي بدت وكأنها صيغت في مؤسسة حكومية لا شعبية!.
ولم يكن صحافيون الأربعة المكلفون بطرح الأسئلة، اثنان من الصحافة المرئية (واحد من القناة العامة، وآخر من قناة خاصة)، واثنان من الصحافة المكتوبة، ورجل وامرأة من صحف خاصة كذلك على نفس القدر من التمكن اللغوي، حيث ظهر المرفوع منصوبا والمنصوب مرفوعا في أكثر من جملة! ومُنح المتنافسون 3 دقائق لكل منهم في ختام المناظرة.
وعلقت «مبادرة مناظرة» على ما جرى بقولها «يبدو أنّ السلطة الانتخابية في الجزائر تعتزم الإشراف على تنظيم المناظرة.. دون استشارة» المبادرات المدنية. وأعرب رئيسها بلعباس بن كريدة عن أسفه لبقاء «معلومات أساسية» بشأن المناظرة «غامضة»، وذلك على غرار المعايير التي جرى اعتمادها لاختيار شكل المناظرة أو من يدير الحوار، بالإضافة إلى الأسئلة التي سيتم طرحها.
وأضاف أنّه ليس من مهمات السلطات الانتخابية «تنظيم مناظرات، وإنّما تنظيم انتخابات».
يذكر أن بلعباس بن كريدة مبتكر جزائري ألماني، وهو كاتب ومعلق تلفزيوني سابق، ومستشار حكومي في الدبلوماسية العامة. وهو أيضا زميل ندوة سالزبورج العالمية، وجامعة بيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وباحث رئيسي في كلية بيل للحقوق.
عمل بلعباس لدى الخارجية الألمانية في برلين، وفي مجلس التفاهم العربي البريطاني في لندن وفي جامعة الدول العربية، ومعهد بحوث السلام في فرانكفورت.