عندما تستثمر التقنية الحديثة في تقديم خدمات نوعية مميزة لمستخدميها وتعطي لهم الطاقة الإيجابية التي يحتاجها الإنسان يومياً، وعندما تُجمع أعداد كبيرة من الناس على رأي واحد، هذا أيضاً مؤشر على نجاح الفكرة ونجاح تأسيسها، فنحن الآن بحاجة كبيرة الى تسخير التقنية لصالح أهدافنا ومتطلعات مستقبلنا، وعدم تركها فقط للعبث والفراغ وإهدار الوقت الذي نحاول أن نلمَّ شتاته خلال الأربع والعشرين ساعة بكامل قوتنا ومع ذلك لا نتمكن منه.
الصَّبا هو أحد المقامات الموسيقية المعروفة للمتذوقين، وهو مقام فريد جداً من نوعه في النوتة الموسيقية، ومقام الصَّبا، قراره لا يماثل جوابه، وهذا يجعله متفرداً معزولاً، كما هو إحساسه، ليس منشقاً عن مقام، ولا ينشق مقام منه.
في أحد برامج التواصل الاجتماعي الذي بني على إنشاء غرف للمجموعات المشاركة، تلقيت دعوة للمشاركة كضيف فيه، بداية لم أكن متحمساً للمشاركة وذلك لخلفيتي السابقة عن مثل هذه البرامج التقنية وحقيقة لم أتوقع أن التطور الثقافي والمعرفي تغير كثيراً عن البدايات السابقة والمعروفة، فعندما أشاهد عدداً كبيراً من المشاركين في موقع واحد، فهذا مؤشر حقيقي للتطور الثقافي والمعرفي لدى الكثيرين، ويثلج الصدر أيضاً لما لقيته من حوارات بناءة وايجابية، تدرك معهم بأن الوقت الذي تقضيه ذو أهمية ومشاركة معرفية متبادلة.
روم الصّبا هو اسم أطلق على إحدى هذه الغرف المميزة في البرنامج والذي تأسس منذ عام 2017م من قبل ماما مريم كما يحلو لها مناداتها داخل الروم، وقامت الفكرة الأساسية على حب الموسيقى واكتشاف المواهب أياً كانت، وتبنيها وتحفيزهم ودعمهم معنوياً حتى يصلوا الى أهدافهم وتحقيق إبداعاتهم الفنية المختلفة، حتى وصل عدد المنتسبين للروم ستة آلاف عضو، كما يتضمن الروم العديد من أنواع الفقرات والبرامج والمناسبات الوطنية والعالمية والمسابقات النوعية والمتنوعة التي تقام على مدار الأسبوع من قبل فريق إعداد وإشراف متميز، وشارك العديد من الضيوف المميزين من الفنانين والاعلاميين في لقاءات مباشرة وحوارات ايجابية وبناءة، كما يرسم الروم ملامح المستقبل من خلال ترسيخ فكرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي فيما يفيد المجتمع والأفراد في اكتساب ثقافات متنوعة واكتشاف وصقل المواهب ودعمها، كما تم انشاء قناة خاصة باسم (الصبا منارة الفن) على اليوتيوب لإنتاج وإبراز جميع البرامج الفنية التي تتم داخل الروم وبثها عبر حلقات.
بقي أن نوجه الشكر والدعم لماما مريم وفريق العمل على روم الصبا، الذي أثبتوا من خلاله الاستفادة الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها في غذاء العقل بالنقاشات والطرح الهادف، تجربة مثمرة نأمل أن تنتقل عدواها للجميع.