أعاد سقوط ترشيح المهندس سمير الخطيب لتشكيل حكومة لبنان في ربع الساعة الأخير، الذي يسبق الاستشارات النيابية خلط الأوراق القائمة بعد بروز شبه إجماع سنّي على تسمية الرئيس المستقيل، سعد الحريري، لرئاسة الحكومة، معطوفًا على تمسّك الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل بعودته إلى السراي الحكومي أو من يدعمه، في حال كان لا يرغب في ترؤس الحكومة المقبلة. وفي مقابل «التناغم» السنّي-الشيعي لعودة الحريري كمرشّح وحيد لرئاسة الحكومة، يبدو أن هناك تأزّمًا محتملًا في العلاقة بين الحريري والتيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، مع حصر الترشيح بالحريري وحيدًا لرئاسة الحكومة مع ما يعنيه ذلك من عودة إلى المربّع الأول الخلافي حول معادلة الحريري ـ باسيل. وهذه المسألة قد تكون العقدة الأساسية أمام تشكيل الحكومة المقبلة. ومع إرجاء رئيس الجمهورية، ميشال عون، الاستشارات النيابية أسبوعا كاملاً إلى الاثنين المقبل، تساءل النائب في تكتل «لبنان القوي» (الداعم لرئيس الجمهورية) الذي يرأسه باسيل لـ»العربية.نت» إدي معلوف «لماذا لم نُكلّف رئيسًا للحكومة إلى الآن في وقت الثنائي الشيعي ونحن كـ»تيار وطني حر» لم نكن نمانع عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة؟ ولماذا عملية الحرق هذه للمرشّحين (الوزيران السابقان محمد الصفدي وبهيج طبّارة) وهدر المزيد من الوقت طالما أننا سنصل إلى النتيجة ذاتها ألا وهي تكليف الحريري؟» كما أوضح أن «أحدًا لا يمكنه تخطي الحيثية التمثيلية للرئيس الحريري داخل الطائفة السنّية، بالإضافة إلى موقف دار الفتوى بترشيحه لتشكيل الحكومة»، لكنه اعتبر في الوقت نفسه «أنه لا يمكن استخدام سلاح «الميثاقية بين الطوائف» من أجل الوصول إلى رئاسة الحكومة وتناسي الميثاقية ذاتها في عملية تشكيل الحكومة».
مشاورات مكثّفة ويتوقّع أن تشهد الأيام الفاصلة عن موعد الاستشارات الاثنين المقبل حركة اتصالات ومشاورات متجددة ومكثّفة بين الأطراف المعنية، وتحديدًا مع الحريري كَونه بات المرشّح الوحيد المرشّح ومن دون مُنازع لرئاسة الحكومة وفي موقف مناقض لإصرار الرئيس الحريري على تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة من الأحزاب السياسية، أكدت أوساط وزارية «أن لا تراجع عن تشكيل حكومة تكنوسياسية، وهو مطلب أطراف سياسية عدة. مهلة الأسبوع التي أعطيناها كفيلة بحسم مسألة شكل الحكومة العتيدة»، كما أعلنت الأوساط «أن التواصل مع بيت الوسط (مقرّ الرئيس الحريري) قائم ومستمر للوصول إلى حلّ».