تعد منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات، كما أنها تُمثل الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها؛ دعمًا للسلم والانسجام الدوليين وتعزيزًا للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.
أما أبرز منجزات منظمة التعاون الإسلامي، فهي إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، الذي عزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في 57 دولة إسلامية، ويقدم خدماته في مجالات جودة المياه والطاقة وصحة المرأة وإدخال التقنيات الجديدة لتحسين جودة التعليم، وبرامج للمنح الدراسية لفائدة الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء.
وضمن إنجازات التعاون الإسلامي أيضًا إنشاء 34 منظمة متخصصة تخدم التخصصات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والعلمية والاجتماعية والإنسانية، وإقرار برنامجي العمل العشري الأول في ٢٠٠٥ بمكة المكرمة والثاني في إسطنبول ٢٠١٦، بالإضافة إلى عقد مؤتمر العلماء المسلمين بشأن أفغانستان في 10 يوليو 2018 في مكة المكرمة.
ولا يمكن تجاهل وثيقة مكة المكرمة التي جمعت علماء سنة وشيعة من العراق من أجل تخفيف الاحتقان الطائفي في 2006، وإصدار قرار ١٨/ ١٦ لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، وانطلاق سلسلة اجتماعات عُرفت بمسار إسطنبول بهدف التعاون والتنسيق بين العالم الإسلامي والغرب.
كما أن لمنظمة التعاون الإسلامية إنجازات أخرى منها استحداث إدارة الشؤون الإنسانية في المنظمة، لمد يد العون والمساعدات للمتضررين في العالم الإسلامي، وإنشاء مركز صوت الحكمة الذي يدفع إلى مكافحة الكراهية والتطرف، ونشر خطاب معتدل على شبكات التواصل الاجتماعي لتقديم الصورة الصحيحة للإسلام، بالإضافة إلى إطلاق أول قمة علمية من نوعها في كازاخستان والتي أعلنت عن إستراتيجية علمية للابتكار والبحث العلمي حتى العام 2026.
وتنفرد المنظمة بشرف كونها جامعة كلمة الأمة وممثلة المسلمين وتناصر القضايا التي تهم ما يزيد على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم. وترتبط المنظمة بعلاقات تشاور وتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الحكومية الدولية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين، والعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول الأعضاء طرفًا فيها.
واتخذت المنظمة خطوات عديدة للدفاع عن القيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وتصحيح المفاهيم والتصورات الخاطئة، كما ساهمت بفاعلية في مواجهة ممارسات التمييز ضد المسلمين بجميع صورها.
ومن أهم أجهزة المنظمة، القمة الإسلامية، ومجلس وزراء الخارجية، والأمانة العامة، بالإضافة إلى لجنة القدس وثلاث لجان دائمة تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا، والاقتصاد والتجارة، والإعلام والثقافة. وهناك أيضًا مؤسسات متخصصة تعمل تحت لواء المنظمة، ومنها البنك الإسلامي للتنمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو).
وتؤدي الأجهزة المتفرعة والمؤسسات المنتمية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي أيضًا دورًا حيويًّا وتكميليًّا من خلال العمل في شتى المجالات.
" منظمة التعاون الإسلامي".. الصوت الجامع للأمة
تاريخ النشر: 18 ديسمبر 2019 12:03 KSA
A A