باتت مواقع التواصل الاجتماعي تهدد خطرا على استقرار الحياة الزوجية، ومع التقدم التقني وغياب الضوابط العامة وانعدام المسئولية بين الأزواج أو ما يمكن تسميته بـ»الخيانة الرقمية أو الإلكترونية» تسببت في كثير من مشاكل الطلاق، حيث سجلت معدلات الطلاق في المملكة ارتفاعا مطرداً للعام الخامس على التوالي، وبينت نتائج الكتاب الإحصائي السنوي لعام 2018 الذي صدر عن مصلحة الإحصاءات العامة مؤخرا أن عدد صكوك الطلاق الصادرة عن وزارة العدل خلال العام الماضي بلغ أكثر من 58 ألف صك بنسبة 28% من إجمالي الصكوك، وتبين النتائج أن متوسط معدلات الطلاق بات يرتفع سنوياً بنسبة 2% ، وبلغت حالات الطلاق خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 260 ألف حالة.
«المدينة» حاولت معرفة أسباب تزايد حالات الطلاق في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وعلاقة ذلك بانغماس أحد الزوجين في مواقع التواصل الاجتماعي على حساب الحياة الزوجية وإمكانية وقف تطور تلك الخلافات الزوجية بسبب إدمان التكنولوجيا وطلب الزوجة خاصة للطلاق، لأن زوجها مدمن متابعة تلك المواقع حتى أصبح ذلك مشهداً مألوفاً، عرف طريقه إلى أروقة المحاكم، من خلال قضايا تحوي ملفاتها الكثير من الأوراق، التي تشير إلى تفاصيل أكثرها غريب، وجديد على المجتمع. فى البداية تقول أميرة محمد، مطلقة منذ سنتين وأم لثلاثة أطفال: «مواقع التواصل الاجتماعي دمرت بيتي، وأثناء انشغالي بتربية أبنائي وأعمال المنزل كان زوجي منهمكا بمواقع التواصل الاجتماعي والتي سهلت له إقامة علاقات مجهولة وإهماله لي ولأولاده».
ويضيف عبدالرحمن محمد -مطلق منذ سنة- جلوسها ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي وضياع الوقت وإهمال مسؤولياتها كزوجة والمقارنات التي لا نهاية لها أدى إلى اتخاذي القرار بالانفصال عنها حيث الزواج وبناء أسرة مسؤولية كبيرة لكلا الطرفين.
د. سعاد: هذا النوع من الخيانة يعكر صفو الحياة الزوجية
أكدت الدكتورة سعاد بن عفيف أستاذة علم الاجتماع، وعضو مجلس إدارة الجمعية الفيصلية وجمعية العلاج الآمن أن هذا النوع من الخيانة يعكر صفو حياة هادئة وجميلة بين زوجين كون أحدهما استسهل الحديث والمزاح مع الغرباء في الفضاء الإلكتروني المجهول.
وأضافت أن إساءة استخدام وسائل التواصل من الزوجين أو أحدهما بسبب عدم الوعي بالأضرار التي قد تلحق بعش الزوجية، وقد تجر إلى عواقب وخيمة، مشيرة إلى أن مواقع التواصل ساهمت في ظهور سلوكيات ومصطلحات كانت تبدو غريبة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وأصبح من السهل على الرجال والنساء التحدث إلى بعضهم البعض بلا حواجز أو وسائط. وبينت أن الأثر قد يكون إيجابيا في عملية التواصل ومعرفة أخبار الأسرة والتزود بمعلومات علمية مفيدة، أما الناحية السلبية فتظهر في ضعف العلاقات الزوجية علما أن هناك عوامل أخرى منها امتداد المدن. وأحيانا عدم توافر المواصلات، وتكلفة الزيارات والمظاهر المصاحبة لها جعل وسائل الاتصال بديلا عن الأسرة والصداقة والزيارات مما يعني ضعف العلاقات بين أفراد الأسرة.
الغامدي: الفقر العاطفي بيئة خصبة لخراب عش الزوجية
أكد المستشار الأسرى أحمد الغامدي أن تنوع وسائل التواصل الاجتماعي وسرعتها سهّل تداول الأفكار بأنواعها وفي جو يوفر السرية التامة مع ظل أرضية تتسم بالجدب والفقر العاطفي، وهي في المحصّلة بيئة خصبة للخروج عن المألوف أملاً في الحصول على الإشباع العاطفي وإثبات التميز وصولاً للتوافق النفسي.
وقال إن الانفصال النفسي بين الأزواج وما يتلوه غالباً من الانفصال الجسدي وهو الطلاق وكلا الزوجين يقيناً أن لديه مخزونا هائلا من التعبيرات والعواطف الرائعة بكل المقاييس، ولكن كليهما أيضاً فقير في البوح والتعبير لشريك حياته بأجمل ما يكتنزه من ايحاءات وعبارات.
وبين أن الخيال الزائف أيضا تصنع الدفء والحميمية في العواطف بعيداً عن الرقيب.
اليوتيوب يتصدر وسائل التواصل الاجتماعي استخداما
أصدرت جمعية مودة للتنمية الأسرية دراسة استطلاعية استخدام الأطفال والمراهقين لمواقع التواصل الاجتماعي وتأثيره على علاقاتهم الأسرية وكان من نتائج الدراسة أشارت نتائج عينة الدراسة الميدانية تصدر اليوتيوب قائمة وسائل الاتصال الاجتماعي بنسبة وصلت إلى 59.3%، يليها في المرتبة الثانية سناب شات، وبنسبة وصلت 9.%5١، وفي المرتبة الثالثة جاء إنستغرام وبنسبة وصلت إلى ٤9%، يليه في المرتبة الرابعة جاء الـواتس آب بنسبة ٤5.١%، وفي الخامسة جاء “تويتر” بنسبة وصلت إلى%2٠.٤، وفي المرتبة السادسة والأخيرة جاء “فيس بوك” ونسبته وصلت 2%.
4 مراتب لسلبيات وسائل التواصل على كيان الأسرة
تصدر «تقليل الحوار الشخصي والمباشر والتفاعلي مع أفراد الأسرة» قائمة التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على علاقة الفرد بأسرته، وبنسبة وصلت إلى ٤.%57؛ التي أفادت بأن مواقع التواصل الاجتماعي تشغل الفرد عن التواصل الأسري ضمن الجوانب السلبية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي المرتبة الثانية وبنسبة وصلت إلى 33% جاء أن مواقع التواصل الاجتماعي تسبب فى مشاكل أسرية نتيجة الإفراط في استخدامها، وهو ما يتكامل مع النتيجة السابقة في تقليل الحوار مع الأسرة.
وفي المرتبة الثالثة وبنسبة وصلت إلى 2٠.5% أن مواقع التواصل الاجتماعي (تزيد من الإحساس بالعزلة والانطواء)، يليه في المرتبة الرابعة وبنسبة وصلت إلى ١9.١% جاء (الشعور بالاكتئاب نتيجة استخدامها بشكل مكثف)،وأخيرا في المرتبة الخامسة جاء أن مواقع التواصل الاجتماعي (تقلل من الزيارات العائلية).
الخيانة الإلكترونية بشعار استمتع بحياة عابرة
تشجع المواقع الإلكترونية التى تحمل شعار «الحياة قصيرة، قم بعلاقة عابرة Life is Short. Have an Affair» على العلاقات خارج إطار الزوجية لكلا الشريكين، ويشدد القائمون على الموقع من خلال الأحكام والشروط الخاصة به، بأن العلاقات العابرة لا تتم في الموقع نفسه، بل هي شبكة تواصل بسيطة توفر التفاعل ما بين الأشخاص، وأن استخدام هذا الموقع يقتصر على من هم فوق الثامنة عشر من عمرهم ومن يكون سجلهم خالي من أي اعتداءات جنسية.
وبدأت الضجة تلاحق هذا الموقع بعد تعرضه للقرصنة وإظهار بيانات مستخدميه إلى العلن، علماً أن 90% من المستخدمين هم من الرجال.
آل راضي: 50 % من حالات ضعف الترابط بسبب المواقع الإلكترونية
كشف مدير عام جمعية المودة للتنمية الأسرية بمنطقة مكة المكرمة محمد آل رضي عن تقديم الجمعية في عام 2018م، نحو 19.898 ألف خدمة استشارات أسرية وإصلاح وتحكيم أسري، كما تم تقديم 24 .508 خدمة تنفيذ أحكام رؤية وزيارة لأطفال الأسر المنفصلة، إضافة إلى مساعدة 608 أطفال في تعديل السلوك بعد انفصال والديهم. وقال وفق دراسة للجمعية أن 78% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بمنطقة مكة المكرمة متزوجون، و55 % من الأسر اكتفوا بمتابعة الحياة عبر الشاشة وعدم الرغبة في الاختلاط المباشر مع الناس، 50 % من أسباب إضعاف الترابط الأسري ترجع إلى استخدام التواصل الاجتماعي، و29% من الأسر تسببت وسائل التواصل الاجتماعي في تضليلهم ثقافيا، 27 % تأثرت حالتهم النفسية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، 21 % من أسباب قطع العلاقات بين الأقارب والأصدقاء والمقربين سببها استخدام التواصل الاجتماعي. كما أفاد بدور جمعية المودة للتنمية الأسرية بتمكين وإرشاد وتوعية الأسرة عبر مبادرات تنموية مستدامة تسهم في تقوية روابط الأسرة واستقرارها منها: البرامج الوقائية مثل: تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج من خلال خمس محاور من ضمنها الجانب الاجتماعي والنفسي، والبرامج العلاجية: الإرشاد والإصلاح الأسري، والبرامج التنموية من خلال الدورات التدريبية في تعزيز مهارات جودة الحياة الأسرية.
الصواف: مطلوب مراكز لعلاج مدمني التواصل الاجتماعي
أشارت الدكتورة منى الصواف استشارية الطب النفسي وخبيرة دولية للأمم المتحدة في علاج الإدمان إلى أنه على الرغم من الفوائد العديدة لوسائل التواصل الحديثة على حياتنا اليومية إلا أننا ودون أن ندري قد نعاني من تأثيراتها السلبية والتي تشمل جميع أفراد الأسرة من صغار وكبار.
وأضافت: «من الآثار السلبية لهذه الوسائل خاصة بين الزوجين، فتور النقاش المباشر بينهما حتى فيما يخص موضوعات الأسرة أو ما يتعلق بالأبناء مما زاد في اتساع الهوة ومعدلات الشك بوجود طرف ثالث مما زاد من حدة الخلافات بين الزوجين ارتفاع معدلات الطلاق خاصة بعد مرور سنوات عديدة على الزواج وهي حالة أخذة في الازدياد عن السنوات السابقة ساهمت في وجود حالات «الطلاق النفسي» والبرود العاطفي بين الزوجين وظهور حالات الإدمان على الإنترنت والتي تم تصنيفها مؤخرا ضمن تشخيص الإدمان مما استوجب الحث على إيجاد مراكز وعيادات متخصصة لعلاج هذه الحالات بطريقة علمية.
20 % من نسب الطلاق عالميا بسبب الفيس بوك
أشارت دراسة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لمحامي الطلاق، وأخرى نشرتها صحيفة الإندبندنت نقلًا عن جمعية المحامين الإيطالية إلى أن كثرة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي زادت من فجوة توتر العلاقات بين الكثير من الرجال والنساء، خاصة الأزواج، حيث علت صرخات استغاثة الكثير من النساء في الفترة الأخيرة من إدمان أزواجهن المكوث ساعات طويلة أمام الجوال، ولم يقف الأمر عند ذلك بل غزت تلك المواقع بيوتا ينعدم فيها الحوار لتنبت من أثر ذلك أشواك البعد والانفصال وحدة الخلافات.
وجاء موقع «فيسبوك» في صدارة كافة المواقع، إذ يعد المتهم الأول المسؤول عن ارتفاع نسب الطلاق العالمية، وتشير الإحصائيات إلى أن 20% من حالات الطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية سببها المباشر هو «فيسبوك». وفي المرتبة الثانية يأتي تطبيق «واتساب»، فبحسب جمعية المحامين فإنه تسبب في 40% من حالات الطلاق في إيطاليا، وذلك لسهولة الاتصال بين الرجال والنساء وارتفاع نسب خيانة الأزواج. وقال رئيس الجمعية «جيان إيتوري» إن بداية الخيانة تكون عادة من خلال رسائل نصية قصيرة عبر «فيسبوك» ثم تتطور العلاقة وصولًا إلى «واتساب»، حيث يتبادل الطرفان الصور، وبعد ذلك تحدث الخيانة.
28 % ارتفاعا في صكوك الطلاق خلال عام
كشفت نتائج الكتاب الإحصائي السنوي لعام 2018 الذي صدر عن مصلحة الإحصاءات العامة مؤخرا، أن عدد صكوك الطلاق الصادرة عن وزارة العدل خلال العام الماضي بلغ أكثر من 58 ألف صك بنسبة 28% من إجمالي الصكوك، وبينت النتائج أن متوسط معدلات الطلاق بات يرتفع سنوياً بنسبة 2%، وبلغت حالات الطلاق خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 260 ألف حالة.
وأشارت النتائج الإحصائية لمعدلات الطلاق ان العام الماضي 2018، وهو الأعلى في تاريخ المملكة، ووصلت معدلات الطلاق وصلت إلى 7 حالات في الساعة الواحدة؛ أي بمعدل يتجاوز 161 حالة طلاق يومياً، وأن كل 10 زيجات يقابلها 3 حالات طلاق، أي أن ثلث حالات الزواج سنوياً مصيرها الفشل.
العدل: حالة طلاق كل 10 دقائق في المملكة
كشفت إحصائية رسمية عن حياة الأسر في المملكة، عن وقوع حالة طلاق بين زوجين كل 10 دقائق، مقارنة مع نحو 16 حالة زواج في الساعة الواحدة بمختلف مناطق المملكة
ووفق الإحصائية، والتي تشمل شهر يونيو الماضي، فإن محاكم المملكة شهدت 4434 حالة طلاق، بمعدل يفوق 147 حالة طلاق يوميًا، وأكثر من 6 حالات طلاق في الساعة.
وتوضح الإحصائية، وهي جزء من تقرير بياني شهري تصدره الوزارة عن عمل محاكمها، أن المملكة شهدت في الشهر ذاته 11510 عقود نكاح، بمعدل يفوق 383 حالة زواج يوميًا، وأكثر من 15 حالة زواج في الساعة.
مواقع التواصل الا جتماعي خراب بيوت!
تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2019 23:40 KSA
28 % ارتفاعا في صكوك الطلاق
A A