في كل مكان ومجتمع متحضر أو حتى غير متحضر يوجد الإنسان الصالح وبنفس المبدأ يوجد الفاسد والمجرم والنصاب والمزور ومن على شاكلتهم، وهذا ليس بجديد بل من قدم الزمن مع تواجد المجتمعات البشرية، بغض النظر عن الأديان السماوية التي تنادي بفطرة الإنسان وخلقه العظيم، ولعل الجميع يريد أن يكون من ضمن فئة الصالحين، ولكن!! دائماً ما تتدخل البيئة والتربية والتنشئة في خلق بعض الصور الإنسانية الموحشة التي لا نزال نشاهدها أو نسمع عنها حتى يومنا هذا دون أي مبرر كافٍ لما يؤدونه من أعمال تضر بهم أولاً ثم بمن حولهم وتتحول الى ظواهر مجتمعية وكارثية، تنتشر رياحها مع كل صباح ومساء.
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وتنوعها يوماً بعد يوم، وجدت هذه الشرذمة مرتعاً خصباً لها، تواصل من خلاله مهام النصب والاحتيال والتزوير والابتزاز لكسب ليس فقط الأموال بل لتدمير النجاح ومن يصل إليه بشتى الطرق الممكنة، وتعددت الصور التي نشاهدها في المواقع الاجتماعية المختلفة وأصبحت تواكب كل تطور فيها بشكل يومي.
تعرض الكثيرون ممن يستخدمون المنصات الاجتماعية المختلفة وأنا منهم لعمليات انتحال الشخصيات وفتح صفحات مزورة ومشابهة للحسابات الأساسية بغرض استدراج المتابعين وتوجيه الدعوات لهم ليقعوا ضمن عمليات النصب والابتزاز وغيرها، ليأخذوهم بعد ذلك الى برامج أخرى مثل برنامج الواتساب أو غيره وتبدأ عملية سحب الأموال أو محتويات الهواتف من الخصوصيات وغيرها.
صحيح أن معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لديهم خبرة ووعي متقدم إلا أن البعض قد يقع فريسة للمحاولات المتكررة والمتطورة يوماً بعد يوم وتلاحق الجميع، إضافة الى انتشار الذباب الإلكتروني الذي يشوه كل صورة طبيعية للنجاح والتقدم، ويتطاير من فريسة الى أخرى في كل الاتجاهات السياسية والاجتماعية والفنية وحتى الشخصية، وقد يكون الهدف الرئيسي لهم ليس أشخاصاً فقط بل يتجاوز ذلك الى حسابات أجهزة الدولة الرسمية ومسؤوليها.
هذه الفئة تصنف ممارساتها ضمن الفساد والجرائم المعلوماتية التي لا يقف خلفها فقط أفراد بل دول تحاول النيل من وطنيتنا ومسيرتنا ونجاحاتنا، ولكن هذه المحاولات لن تقابل منا إلا بكل تصدٍّ وحزم، وعلى كل من يواجه مثل هذه الحالات إيصالها الى الجهات المختصة (كلنا أمن) العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن لمواجهتهم بشكل قانوني وعاجل.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
