التواصل الاجتماعي كان قديمًا عبر الرسائل بالحمام الزاجل، حتى وصل للجهاز التليفوني الذي يقطع أصبع السبابة، يتألم منه صاحبه طوال الليل، ثم تعاد الكرة مرات ومرات.. ألم ووجع رأس وعدم صفاء الصوت وتضجروا وقالوا ليته لم يكن، ثم جاء الجهاز بالأزرة ونغماتها المزعجة وصوته المرتفع وتضجر البعض ونسي ويلات السبابة ورداءة الصوت.. واستمر هذا الحال حتى ضحكوا علينا بالبيجر وسوقوا بضاعتهم عندنا، بيجر بدون اتصال.. ما الفائدة؟ وتحسن الحال بوسيلة لاسلكية وجوال يعرج الإنسان وهو في جيبه شريحته بقيمة (10) آلاف ريال لكنه (مطنوخ) ابن (مطنوخ).. نسينا تلك الأيام الخوالي في غمرة الفرح بتنوع وسائل الاتصال الموجودة في وقتنا الحالي التي أشغلتنا حتى في المساجد -مع الأسف- شباب يتراسلون فيها وفي المدارس وحتى -أكرمكم الله- داخل دورات المياه، وأصبحت خطرًا على ديننا وصحتنا وسلامتنا في الطرقات.. بل وساهمت في العزلة التامة عن الآخرين حتى الوالدان أصبحا لا يريان أولادهما إلا صدفة.. ولن تتوقف التقنية إلى هذا الحد، ولن يتوقف جيلنا القادم عن ممارسته بهذا الجنون واستخدامها السيىء في الأغلب يقودهم للانحلال أكثر من الفائدة والمعرفة.. بالكاد يتمنى الآباء عودة ألم الأصبع والصوت المزعج من جديد!