Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أبي.. أبكرتَ الرحيل..!

No Image

A A
أبكرت الرحيل يا أبي.. وتركتني أتوه بين العالمين.. تركتني نصف حكاية.. أكملها وحدي وقلبي معك رهين.. وطريقُ وعر مملوءٌ بالكاذبين.. رحلت فلم تعد دنيايَ دنيا، ولم أعد من الآمنين..

رحل الذي يعرف الضائق بابه موقنًا أنه لن يعود بخفي حنين..

أنا من بعدك يا أبي، مكسورة القلب، مبتورة الجناح كطير سجين.. أصبحت غريقة أصارع جرذان البنين وبعض الحاقدين..

أصابوني في عمق اليتم يا أبي، بلا رحمة ولا لين.. وحظِّي مازال ضدي وبدلاً من الكسرِ كسرتين..

الدنيا سلف ودين، عن حالي وحال أمي لم يسأل سوى الحر الفطين..

بالله يا أبتِ ما بال من وصيتهم على أمي وعليّ جار الزمان بهم، وجحدوا الوصية بالطعن ولهم الخسران المبين..

وعن أمي ذلك الكنز الثمين، كما عهدتني منذ سنين أنا الفتاة الرجل كالحصن الحصين، بلا معين وصيتك لي فرض عين..

****

طفلتك يا أبي مشتاقة للمسة يدك على شعرها والجبين.. ووجناتي التي كنت تداعبها اكتوت بالدمع الحزين..

مازلت أسمع صوتك في أذني.. أسمعك في كل حين.. أخاف رمضان والعيد دونك أبي، فهما من دونك كطعنة سكين..

أنا واختاي الاثنتان لوصيتك، بـ»تبارك والواقعة وطه ويس» مازلنا باقين.. وفي ظلمة الليل نمد اليدين لك داعين..

اللهم كما كان بنا رحيماً ارحمه واجمعنا به في الفردوس وجميع المسلمين.. اللهم آمين..

أما أنا فأخبرني يا أبي: حين أموت.. أنكون في حفرة أو حفرتين؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store