شهد مجتمعنا في الآونة الأخيرة كثيرًا من التغيرات والخطوات المتسارعة التي كانت بمثابة قفزات انتقالية مجتمعية، ومع تسارع الأحداث والمضي لمواكبة الحقبة التي نعيشها أصبح هناك قلة لم تستطع المضي خطوة مع الركب، ولم يكن بمقدورها التعايش والتكيف مع تلك المتغيرات، وليس من السهل عليهم تغيير النمط المعيشي لهم، وهناك فئة الوقت كفيل بإدماجهم بالمجتمع، والفئة الأخرى منهم من تسلل أسوار ذاته ولاذ بالفرار بعيدًا ليحلق خارج السرب يندد بالحرية وهو لا يعي أبسط المفاهيم لها، فالحرية ليست فقط أن أفعل ما أريد في الوقت الذي أريده فحسب متجاهلا جميع ما يترتب على هذا الفعل من مردودات على من قدم على هذا الفعل أو على من حوله، وحتى على المجتمع بأسره.. الحرية لا أن تشعر بأنك حر طليق بلا قيود وتكون أسير نفسك لممارسة هذا الشعور فقط، أو رغبة لتلبية رغبات الغير للفوز برضاهم، ولا أن تضع نفسك، تحت ظل شعارات مزيفة، الهدف منها إرضاء الغير، وعليك أن لا تقف خلف المنددين المطالبين بالحرية بلا هدف، بلا شخصية، وليس لك رأي أو كلمة.. الحرية هي حرية عقلك من أي قيد لا يقودك نحو الكمال وإن بقيت نفسك متأرجحة على أرجوحة الأمل واليأس.. الحرية أن الله اصطفاك من بين خلقه تحمل هوية بلاد الحرمين وتنتمي لمملكة الحرية.
الحرية في توحدك، في تلاحمك مع بني جنسك.. في أن تصنع مجدًا فيه النجاح يرفرف حين يصنعه كبيرنا ليتباهى به صغيرنا، وحرية المملكة تكمن في توظيف تلك القوى المتوحدة التي يصب ريعها لتحقيق الرؤية بعين محمد بن سلمان نواقيس النصر، وستهتف حين يجوبون بلاد العالم ذهابًا وإيابًا ليخبروا العالم ليس بوجودنا فقط، وإنما ما الذي نستطيع أن نفعله، كالطلقة حرة من يد قناص، إن لم تصب جعلت الأعداء منها تهاب لتثبت للعالم أن الحرية في هدم الإرهاب، في هتك التستر والفساد، كما دعا محمد بن سلمان، ولا تنسَ عزيزي القارئ بأنه يرجع الفضل دائما في تقدم الشعوب إلى قادتها.