الناجحون يبحثون عن التابعين الجيدين، وباعتقادي أن كل واحد منا يحمل في ذهنه قائمة لأنواع الناس الذين يريد أن يتواجدوا معه في حياته الخاصة أو حتى معه في العمل، فنحن من نضع هذه الصفات لكل من يعمل لدينا، من حيث العمر والقوة والقيادة والإدارة! فلو جربت ذلك بالإجابة على هذا السؤال: لكل من يعمل معي ينبغي عليه امتلاك هذه الصفات؟ اكتبها وحددها في قائمة!
ما الذي سيحدد إذا كان الأشخاص الذين تريدهم هم الذين سوف تحصل عليهم، وما إذا كانوا يحملون الصفات التي تريدها أم لا، صدقاً سوف تدهشك إجابتك! فإن من تجتذبهم لا يتحددون بواسطة ما تريده، بل إن ذلك يتحدد بواسطة شخصيتك أنت!، راجع إجابتك السابقة مرة أخرى، ولكل صفة حددتها، حدِّد ما إذا كنت أنت نفسك تمتلك هذه الصفة أم لا، فإذا لم تتطابق الصفات المطلوبة في الآخرين معك، فأنت في مشكلة إذن! لأن الأشخاص الذين وصفتهم ليسوا من النوع الذي يمكن أن يرغب في اتباعك!، إذا لم تتخذ إجراءات قوية لمعادلة الأمر، فإنك ستجتذب إليك الأشخاص الذين يمتلكون نفس الصفات التي تمتلكها أنت، أو لديهم أوجه تشابه أكثر من أوجه الاختلاف مع شخصيتك، مثل القيم، والمرحلة العمرية، والتوجه الذهني، والخلفية الاجتماعية، والطاقة، والموهبة، والقدرة على القيادة، فأنت تجتذب من هم مثلك مهما حاولت أن تراوغ.
كيف أحل هذه المعادلة؟ الأمر بيدك أنت! ارفع مستوى مهاراتك القيادية، افحص شخصيتك باستمرار، ومن ثم طوِّرها، وهذا الأمر ليس سهلاً ولكن العائد منه مربح وضخم جداً، لأن جميع جوانب الحياة سوف تتحسن مع تطور ونمو الشخصية لكل شخص،
قد يقول البعض بأنه يعجبني ما أنا عليه، ويعجبني أنواع الناس الذين أجتذبهم، وهذا بالطبع ممتاز، ولكن انتقل الى الخطوة التالية من القيادة الفعالة، واعمل على اجتذاب أشخاص مختلفين عنك لكي تعوض نقاط ضعفك، إذا لم تفعل ذلك، سوف تكون هناك معاناة يصعب اكتشافها بسهولة.
المغناطيس الشخصي لكل منا له تأثير قوي على حياتنا، وبالتالي على من نختارهم أن يكونوا جوارنا أو معنا، وكلما كنت أفضل في كل شيء كلما اجتذبت الأفضل من حولك، فالسر الحقيقي للاجتذاب هو أنت وليس نحن، فإذا اكتشفت من حولك ستظهر شخصيتك للجميع.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
