الثقة بالنفس تمثل جزءًا كبيرًا من سعادة الإنسان أو تعاسته وهي القاعدة أو العمود الفقري لتكوين شخصية الإنسان وهي خليط ما بين جينات وراثية أو صفات مكتسبة من البيئة ولا شك أن الشجاعة والجرأة من أعظم مكونات الثقة بالنفس، الثقة هي أن لا تتنازل عن القيم والمبادئ والدين، الثقة هي أن لا يتصارع قلبك مع عقلك، الثقة هي أن يحكمك العقل قبل العاطفة، الثقة هي أن تفرق بين الحياء والخجل فبالحياء يترفع الانسان عن الأفعال القبيحة والحياء شعبة من الإيمان أما الخجل فهو خلق غير محبب ومنها الشعور بالدونية والنقص مع الآخرين والانطوائية والحرج.
الثقة بالنفس اكتفاء وقناعة واحذر أن تربط شعورك بالدونية وتحقيقك ذاتك من خلال الحصول على الكراسي والمناصب أو الشهرة أو المشيخة أو قراطيس الشهادات أو الدراسات العليا، فهذه ليس لها علاقة البتة بما تحويه الصدور من ثقة وعلم وأخلاق، فكم من عالم تُثنى الركب عنده وتُقبَّل يداه وناصيته وهو لا يحمل شهادة ورقية ولا منصباً، إنما يحمل بحوراً من العلم تدرَّس كتبه في أرقى الجامعات، وكم من أجوف لديه مناصب وأرفف من قراطيس الشهادات الفارغة وليس لديه قيمة في المجتمع، فما فائدة العلم إذا لم يهذب الأخلاق ويرفع الثقة والمعنوية؟، العلم يرفعك وليس الشهادة.
الثقة بالنفس هي أن يكون لديك الاستعداد والاكتفاء الذاتي في مواجهة المعوقات ومعالجتها بطرق متوازنة وهادئة، وأن يكون لديك مقومات عقلية ومعرفية ونفسية واجتماعية، ولابد أن يسعى الإنسان في بناء هذه الثقة من خلال الاطلاع والقراءة واكتساب المهارات ومعرفة ذاتك وما تحمله من جينات وراثية، حتى لو كنت تحمل أمراضاً نفسية وراثية فعليك أن تبدأ بعلاجها دوائياً وسلوكياً لكي تمهد الطريق لبناء الثقة، وسوف تصل الى مرحلة الرضا والإدراك والتقبل الذاتي، فكل جهد لا يضيع سدى فهذه سنة الكون على جميع الخلق فقط اجتهد.