أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أن الأزمة الليبية في صلب اهتمام المملكة، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، وإقامة حوار وطني حقيقي يؤدي لسلام كامل بين الليبيين. وقال في كلمة له، أمس، أمام الجلسة الثانية لدور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي، إن الأحداث التي تمر بها المنطقة تجعلنا مطالبين بالتصدي الجاد لكل التهديدات التي تواجه دولنا العربية، مشيرًا إلى أن المسار السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن في هذا الشأن.
وأوضح أن المملكة وقفت بجوار أشقائها العرب في الموقف العربي الواضح الذي تم اتخاذه تجاه التدخل العسكري التركي في الشمال السوري. وأشار إلى معاناة بعض الدول العربية من أعمال إرهابية تقوم بها جماعات مذهبية متطرفة، مضيفًا: «رفضت المملكة ربط الإرهاب بالدين الإسلامي، وحذرت الدول التي تدعم الجماعات الإرهابية والتي تهدد أمن واستقرار المنطقة وشعوبها».
وقال إن سياسة المملكة تقوم على الحوار السلمي، وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول واستقلالها، وحل النزاعات بالطرق السلمية ضمن قواعد القانون الدولي. وشدد على أن قضية فلسطين تنال الاهتمام الأكبر لسياسة المملكة الخارجية، وقال: «لقد دعونا لحل شامل يكفل إعادة الأراضي العربية المحتلة على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، ويضمن تحقيق السلام».
وشدد على بطلان الإجراءات الأحادية التعسفية التي تتخذها سلطة الاحتلال بحق الفلسطينيين. وأشار إلى أن بلاده هي الداعم الأكبر لحل أزمة اليمن، وفقًا للمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2260.
وقال إن السعودية قدمت 14.5 مليار دولار لمساعدة الاقتصاد اليمني، وناشدت المجتمع الدولي وقف انتهاكات الحوثيين التي تستهدف المنشآت المدنية، مشددًا على أن المملكة ستواصل جهودها لحل الأزمة.
وأوضح أن السعودية تقوم بكل ما من شأنه تحقيق أمن واستقرار السودان، مشيرًا إلى أن المملكة دعمت الجهود التي بذلت لتجاوز المرحلة الصعبة التي مر بها السودان، والتي أسفرت عن توقيع اتفاق الخرطوم التاريخي. وأعرب عن تطلع المملكة لمزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية، مشيرًا إلى أن السوق العربية المشتركة من أهم القضايا التي يجب العمل على تحقيقها.
السلمي يحذر من التدخلات الإقليمية
حذر رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل السلمي، من خطورة التدخلات والمُخططات العدوانية التي تقوم بها دول إقليمية، تستهدف إحياء مطامعها الاستعمارية، من خلال تكوين مليشيات وأذرع لها داخل المجتمعات العربية، وإرسال قوات عسكرية تنتهك سيادة الدول العربية وتضع يدها على ثرواتها.
ونبه السلمي إلى أن التطورات والمستجدات المتسارعة في العالم العربي وصلت إلى درجة غاية في الخطورة، في ظل ما تشهده بعض الدول العربية من صراعات وتدخلات خارجية، وما تمثله من تهديدٍ مباشرٍ للأمن القومي العربي.
وأكد تضامن البرلمان العربي مع الشعب الليبي الشقيق، مرحبًا بإعلان وقف إطلاق النار، وداعيًا كل الأطراف للالتزام به باعتباره خطوة مهمة لايجاد حل سياسي نهائي وشامل للازمة. وشدد على رفض البرلمان العربي للقرار الذي صدر عن البرلمان التركي بشأن إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
المملكة: الدول العربية تعاني من تدخلات مليشيات طائفية
تاريخ النشر: 15 يناير 2020 22:33 KSA
وزير الخارجية أكد أمام البرلمان العربي أهمية وحدة الأراضي الليبية
A A