تلقيت خبر وفاة أخينا وصديقنا الأستاذ المربي القائد الكشفي صالح ابراهيم عبدالوهاب الحلواني، وليس أمامنا إلا التسليم بالقضاء والقدر وفي نفس الوقت الدعاء له بالمغفرة والرحمة، وبحكم التصاقي به لمدة تزيد عن أربع سنوات منذ أن تشرفت بالعمل ملحقًا ثقافيًا في ماليزيا فقد كان مرافقًا لبناته للدراسة هناك.. وقد شهدت بعض الذكريات والوقفات التي أرى أنها تستحق ذكرها..
لقد حرص الأستاذ صالح على الرغم من تقدمه في السن واعتلال صحته على أن يشد من أزر بناته لإيمانه بأهمية التربية والتعليم في بناء الانسان والبلد وقد ضرب مثلاً لكل من عرفه في التضحية لخدمة الآخرين وكذلك الاهتمام بالتعريف بمقدرات الوطن والتذكير بدور المملكة ورسالتها في العالم كذلك لم يستسلم للمرض والتعب بل استغل وقت فراغه وسجل في دراسة اللغة الانجليزية بحرص وجدية وحدثني أكثر من مرة أنه تعلم كثيرًا من دراسته للغة الانجليزية من منطلق أن المواطن المتعلم أكثر نفعًا وعطاءً لنفسه ولوطنه من غير المتعلم.. وليس ذلك فحسب فقد شارك في عدة مناسبات للوطن في الخارج وتلك التي كانت تعقدها السفارة والملحقية الثقافية، وكان رحمه الله يترجم خدمته في الكشافة وتاريخه المجيد فيها لينقلها للطلاب بل يقوم على خدمتهم في المناسبات المختلفة بكل ما تعلمه واكتسبه، وكان الطلاب يلجأون اليه بالمشورة والاستفادة من مهاراته وخبراته ومواهبه رحمه الله.
ومن أميز ما حظي به رحمه الله رصيده النادر في المشاركة في الكشافة السعودية لمدة زادت عن خمسين عامًا حتى وصل الى أعلى مراتبها بأخلاق رفيعة وقدوة حسنة جال فيها معظم دول العالم وساهم في كل الأعمال التطوعية الانسانية ومن أهمها أعمال الحج وغيرها وحصل على أعلى الأوسمة من الداخل والخارج وهو جدير بها رحمه الله.
ومهما أذكر عن سجل التربوي صالح أو حبه لوطنه أو أعماله الإنسانية فلن يكفي في هذه العجالة التي أكتبها في لحظة حزن ولا غرابة أن الأستاذ صالح سليل أسرة فاضلة من الأسر الطائفية الوفية أصحاب الخلق والعطاء والبذل وقد كان جده عبدالوهاب رحمه الله ممن ناصروا وخدموا الوطن خدمة جليلة وبارك ذلك المؤسس الملك عبدالعزيز والملك سعود رحمهما الله الذين عايشهم وأبدى كل وفاء وعطاء وضرب مثلاً في المواطنة الصالحة.