قبل بُرهةٍ من الزمن كُنا في اجتماع عمل وأثناء ذلك دخل وقت الصلاة وإذا بالمؤذن يصدح بصوت الأذان الذي أسأل الله ألاّ يحرمنا سماعه ما حيينا ليريحنا من كَبَدِ الحياة الصاخبة والفانية، وفي مكان اجتماعنا الصغير اعتدنا أن نؤذن ونقيم للصلاة بالرغم لسماعنا الأذان من مكان ليس بالبعيد ولكن من باب الحرص والتعظيم لأعظم شعائر الله امتثالاً لقوله تعالى (ذلك ومن يُعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وأثناء الاجتماع طلب بعض الإخوة أن نؤذن للصلاة كالعادة فأخبرتهم بصحة الصلاة بلا أذان ولا إقامة من باب العلم وليس من باب التساهل في الصلاة والعياذ بالله، ومباشرةً تم الهجوم على كلامي من بعض الإخوة انطلاقًا من عاطفة دينية مجردة من أي علم شرعي صحيح يجعل صاحبه يفرِّق بين الحلال والحرام والصح والخطأ وبين العادة المعتادة والعبادة الصحيحة. وبعد أن فرغنا من أداء الصلاة أسمعتهم مقطعاً قصيراً للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله أكد فيه صحة الصلاة بِلا أذان ولا إقامة مع الإثم على ذلك ويكتفى بالأذان الذي يتم سماعه في البلد وقال إن الأذان والإقامة واجبان للصلاة وليس في الصلاة وهناك فرق بين الواجب للصلاة والواجب في الصلاة، وبعد سماعنا للمقطع أخبرتهم بأن هدفي ليس الانتصار لرأيي أبدًا ولكن الهدف أن نعبد الله على بصيرة وأن نقرأ ونبحث عن الشيء الصحيح إذا أشكل علينا أمر في ديننا لأنه أغلى ما نملك وأن الشيء الذي لم نعتد عليه ليس بالضرورة خطأ وأن الشيء الذي اعتدنا عليه ليس بالضرورة صحيح.
** خاتمة القول:
* أول كلمة نزلت في القرآن الكريم (اقرأ) لأهمية القراءة والعلم الكبيرة في كافة المجالات خصوصًا المجال الشرعي.
* قال صلى الله عليه وسلم (من يُرِد الله به خيراً يُفقِّهه في الدين).
* قِيل (من كثُر علمه قلّ إنكاره).