* (إيران) ومنذ ثورتها الخمينية عام 1979م لا هَمّ لها إلا الوصول لمشروعاتها التّوَسّعِيّة؛ ولذا فقد عملت على تعزيز مذهبها الصَّفـوي المتطرف في «البلاد العربية»، كما قامت بالتَدَخُل السّافر في الشؤون الداخلية لها، من خلال دعم بعض أتباعها؛ بزعْم البحث عن مصالحهم وحريتهم العقائدية، محاولة زرع الفتنة الطائفية بين أبناء المجتمع الواحِد الذين يَجْمَعَهم رباط الدّين والمواطنة والثقافة، أيضاً صنعت فيها ميليشيات عسكرية وأحزاباً سياسية تُدين بالولاء المطلق لها، وكانت نتيجة كل ذلك أَنَّ مَا مِن بَلَدٍ وضعت فيه (طهران) مَوطأ قَدَمٍ أو كان لها فيه صَوت واضح إلا وأصابه الدّمار والخراب؛ والشواهد نجدها في (لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن)!
* وفي المقابل (المملكة العربية السعودية) ومنذ تأسيسها على يد (الملك عبدالعزيز رحمه الله)، وحتى يومنا هذا جعلت من مُسَلّمَاتها وأولوياتها خدمة الإسلام والمسلمين وأشقائها العرب بشتى الوسائل وعلى كافة الصُّعُـد؛ فهي حاضرة دائماً في رفع لواء قضاياهم العادلة، وفي الإصلاح بينهم، وفي دعم المحتاجين منهم؛ إلا أنها تفعل ذلك دون مصالح خاصة؛ لأنها تؤمن بسياسة النأي بنفسها عن التدخل في شؤون الآخرين؛ فهي مَن نشطتْ في إيقاف الحرب الأهلية التي سفكت دماء اللبنانيين ومَزّقَت ودمرت وطنهم لسنَوات، فكان (اتفاق الطائف) الذي حمل المصالحة التاريخية عام 1989م، تلا ذلك دعم جهود الحكومة اللبنانية لبسط سيادتها على التراب اللبناني.
* و(المملكة) هي مَن ناصرت «العراق» في حربه مع «إيران»، وهي مَن يسعى اليوم في أمنه وسلامه ولُحْمَة أهله، وهي أيضاً مَن قَادت «عاصفتي الحزم، وإعادة الأمل» لدعم الشرعية في «اليمن»، والوقوف في وجه عبث «إيران وميلشياتها الحوثية»، و(المملكة) كذلك هي مَن ساهمت باستقرار شقيقتها «البحرين»، وقد حاولت «إيران» النَّيل منه، وغير ذلك كثير.
* جهود (المملكة) في دعم أشقائها، وفي البحث عن استقرار دولهم ورخائهم جعلت «إيران» ترى فيها العدو الأول لها، الذي هو بمثابة السَدّ الذي يقف أمام الوصول لحلمها الفارسي بالسيطرة الكاملة على المنطقة وإقامة إمبراطوريتها المنتظرة؛ ومن هنا كانت ولا تزال تعمل على زعزعة أمنها من خلال بعض العمليات التخريبية، وعلى تشويه صورتها عبر القنوات والأصوات الإعلامية الخاضعة لها؛ ولكن (بلاد الحرمين) قادرة دائماً على حماية حدودها وإفشال كافة تلك المحاولات والممارسات العدائية أنَّى كانت.
* ولكن المرجو والمنتظر أن يُدرك «بعض الشيعة العرب مع التقدير للمخلصين» تلك الحقائق والمُسَلَّمَات التي تنطق بها وتبصمُ عليها دلائل ومعطيات الماضي والحاضر؛ لِيُعْـلِنُوا البراءة من «الهيمنة الإيرانية» على قرارهم، ولِيُدركوا أهمية العودة لحضن محيطهم العربي بعيداً عن أطماع (ملالِي طهران) وحلمهم بالاستيلاء على المنطقة، وليدعموا العطاءات الصادقة لشقيقتهم الكبرى (المملكة) ويكونوا في خَنْدقِها وهي الحريصة على أمنهم ووحدة صفهم؛ هذا ما ننتظره.