الوطن العربي، الشعب الواحد الذي يتحدث لغة واحدة، يمتلك التاريخ والثقافة والعادات والتقاليد الواحدة المشتركة وقضاياهم واحدة.. فلماذا إذاً لم تتوحد كلمتهم؟!
في نظري إن أحد أكبر مشكلاتنا الأزلية منذ تأسيس جامعة الدول العربية ١٩٤٥ إلى اليوم هي (العنصرية) التي أدخلت الأوطان العربية في ريب عتيد لا يكاد يختفي إلا أن يعود أكبر مما سبق..!
بينما نجد إسرائيل مثلاً تعمل منذ تأسيسها عام 1948 وفق سياسات واضحة وعمل لا يتوقف ولا يكل!. ومهما توالت القيادات الإسرائيلية على رئاسة قطاعاتها العسكرية والإعلامية مع اختلاف الفكر والأحزاب المنتمية لها لم يؤثر ذلك على انتمائهم الصهيوني، ويسيرون وفق وتيرة واحدة لا يخرجون عنها من أجل تحقيق الحلم الإسرائيلي الكبير.. وحلمنا العربي في طي النسيان!
إننا اليوم على وشك أن يدركنا الخطر القادم لا محالة!! فإسرائيل تلعب دوراً خطراً في معركة الاحتلال الإعلامي للشعوب العربية بدون استثناء!!، تجهز لمرحلة مقبلة مستخدمة كافة السبل لتحقيق ذلك، عبر استخدام سيكولوجية مخصصة للشعوب العربية تخاطب فيها العقل اللاواعي من تعبئة وحقن وتجييش للشعوب إزاء حكوماتها العربية، فتفقد الشعوب العربية حينها ثقتها في قياداتها وفي مصيرها المحتمل ليثبتوا لهم في الغد أن إسرائيل هي الدولة الفاضلة!!.
وأقرب ما سيكون في الأيام المقبلة هو مطالبة أبنائنا بالسياحة في تل أبيب.. حيث أصبحنا نشاهد تارةً وأخرى بعض الفيديوهات لشباب عرب يروجون للتطبيع مع إسرائيل.. وتقوم من جانبها الحسابات الإسرائيلية الناطقة بالعربية بإعادة نشرها في حسابها الرسمي.