تعقيباً على مقالي بعنوان (صحة المواطن يا معالي الوزير..!!) جاء رد سعادة مدير عام الشؤون الصحية بمحافظة جدة د. مشعل بن مسفر السيالي يوم السبت 1/2/2020م بعنوان: (المريضة تلقت كامل الرعاية بالتنسيق مع الهيئة الطبية). وحقيقة أشكره على اهتمامه بما يطرح عن وزارة الصحة من كتاب الرأي، وخاصة فيما يتعلق بصحة المواطن.. وإن كان ذلك واجباً يفضيه عليه موقعه؛ فكل مسؤول وضع في منصب إنما هو لخدمة المواطن أولاً.. ويكفي أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- دائماً ما يوصي أمراء المناطق والوزراء بتقديم كل ما يحقق مطالب واحتياجات المواطن؛ ففي هذا الوطن قيادة حكيمة، تضع الإنسان: (مواطناً، ومقيماً، وزائراً) في أول اهتماماتها..
وبقراءة متأنية لكل فقرة من خطابه، ورغبة مني في التوضيح للقراء وللمسؤولين: أنه بالفعل أجريت للمريضة عملية قبل ١١ عامًا في مستشفى الملك فيصل التخصصي -ولكن لم تكن عن طريق التنسيق الطبي- وتكلف ذوو المريضة مبلغ (53000 ريال) حيث كان هناك قسم علاجي خاص بالمستشفى، ولم يكن لديها أمر بالعلاج.
وحينما سقطت في ليلة عيد الفطر وتم خلع مفصل الفخذ ذهبت فعلاً بإرادتها لأحد المستشفيات الخاصة.. (مكره أخاك لا بطل) لشدة الزحام في ذلك الوقت وضرورة إسعافها بشكل عاجل لأقرب مستشفى.. وكما تفضل سعادته بأن تقدم ذووها بالفعل لوزارة الصحة لطلب علاج ورفضت جميع المستشفيات الحكومية والخاصة العلاج ومن بينها مستشفى الملك فيصل التخصصي..!! وكان الأولى أن يقوم أحد المستشفيات الحكومية مثل: مستشفى الملك فهد، أو مستشفى الحرس، أو المستشفى العسكري بطلب المفصل من الخارج وإجراء العملية.. حيث إن هذه المستشفيات تستقبل عشرات الحالات المماثلة لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي وغيرهم.. ويكون على حساب وزارة الصحة أو تحويلها لمستشفى خاص على حساب شركة التأمين (جلوب ميد) التابعة لوزارة الصحة أو كان الأحرى نقل المريضة للعلاج في الخارج..!
ولأن الوزارة عن طريق التنسيق الطبي -الذي يسير في بيروقراطية عقيمة- رفضت وقتها العلاج واضطر ذوو المريضة إلى نقلها للمستشفى الجامعي بجدة فهو الأقل تكلفة من بين المستشفيات الأخرى التي وافقت على العلاج وهي: مستشفى جدة الوطني، والمستشفى الطبي الدولي.. ولدينا تقارير عن موافقة تلك المستشفيات بإجراء العملية.. وقد قام المستشفى بطلب المفصل من الخارج.. ولكن لم تنجح العملية..!!
الفقرة الأخيرة من الخطاب تقول: «قمنا بالتنسيق لها عن طريق الهيئة الطبية بصحة جدة من خلال الرفع للهيئة الطبية العليا بالرياض حسب الإجراءات المتبعة في هذا الخصوص..» وفعلاً كان هذا هو الإجراء الوحيد للرعاية -وكان بعد مقالي-!! ونظراً لتأخر الرد.. تم فتح بلاغ على 937 بطلب الإفادة عن الإجراءات، فأفادت الهيئة الطبية بأن مستشفى الملك سعود بالرياض رفض الحالة.. ومستشفى الملك فهد لم يرد بعد..!! المشكلة أن أحد الموظفين بالشؤون الصحية بجدة أفاد بأن الشكوى كانت من مكة ولابد من مراجعة التنسيق الطبي بمكة.!!
وبعد مراجعة التنسيق الطبي بمكة، اتضح أنها لم تكن سوى تصريفة من الموظف بتنسيق جدة، حيث اطلعت على كامل المعاملة واتضح توقف المعاملة، والإجراءات: (تم حفظ المعاملة/ تم الانتهاء من الإجراءات).. فكيف تنتهي الإجراءات بدون العلاج؟! وما هي إذن كامل الرعاية؟! علماً بأن ذوي المريضة تم تواصلهم مع مدينة الأمير سلطان الطبية بالرياض عن طريق طبيب متخصص طلب معاينة المريضة وتحديد مدى إمكانية إجراء العملية لها.. السؤال الذي يفرض نفسه: كم من المواطنين يعانون من مثل هذه الحالات..؟!.