.. تعتبر الحضارة الصينية واحدة من أقدم ثقافات العالم.. ويكفيها دلالة أنها تحتضن واحدة من عجائب الدنيا السبع..
*****
.. وسور الصين العظيم الذي تم بناؤه عام 204 قبل الميلاد وشارك فيه أكثر من 300 ألف عامل، ويمتد عبر مساحة 2400كم2 ينم عن القوة الصينية، حتى وإن كان البناء بدواعي الخوف والحماية..!!
*****
.. والصينيون لإظهار قوتهم يستخدمون رمزية «التنين»، للدلالة على قوتهم وقبضة سلطويتهم.. و»التنين» هو كائن أسطوري ظهر استخدامه في الأساطير والفلكلور الصيني، ويتخيلون «التنانين» على شكل كائنات حية أفعوانية طويلة ولها أجساد من القشور وأربع أرجل..!!
*****
.. وعلى مر العصور صاحبت أسطورة «التنين» الوجود الصيني برمزية السلطان والقوة المبشرة، واستخدمها السلاطين الصينيون بذات الدلالات..!.
*****
.. ومن يتتبع تاريخ هؤلاء السلاطين من «تشين شي هوانغ» باني السور، إلى «ماو تسي تونغ» باني الصين الحديثة، يلحظ الخيالات «التنينية» واضحة..!
*****
.. وهذه القوة ظلت ملازمة للصينيين حتى اليوم، فهي الآن قوة عظمى، أكبر مصدِّر للسلع، وثاني أكبر اقتصاد في العالم.. واستطاعت في العام 1971 من استعادة مقعدها الشرعي كعضو دائم في مجلس الأمن رغم وقوف أمريكا وأغلب دول أوروبا ضدها...!.
*****
.. وفي ملحمة «أحمر الشرق» الصينية ما يجسد الحياة كمسيرة قوة ثورية لا تنتهي..!!.
*****
.. و(هنا) سأربط ما بين قوة الصين كدولة عظمى، وبين ما تواجهه من هجمة كورونا..
هل هناك علاقة (ما) بينهما؟، سأترك الإجابة للفرضيات المختلفة..!!.
*****
.. لكن علينا أن نتنبه إلى خطورة «الأسلحة البيولوجية»، وأن المضي قدماً في تطويراتها الجينية قد يجعلها غداً أكثر خطراً حتى من الأسلحة النووية..!!
*****
.. ولذلك فالعالم كله مطالب بتسخير كل الثورات العلمية في مواجهة هذه الأوبئة..!!
*****
.. لكن رغم الخسائر البشرية من وفيات وإصابات، ورغم الأضرار بالنمو الاقتصادي التي قد تصل الى 62 مليار دولار، ورغم ضخ 242 مليار دولار للسيولة، ورغم تخصيص أكثر من 12 ملياراً للعلاج، ورغم العزلة الدولية، ورغم كل التداعيات العالمية، إلا أن الصينيين يتحدثون عن أزمتهم بلغة مختلفة..!!.
*****
.. الرئيس الصيني الحالي «شي جين بينغ» يؤكد بأن الوباء حرب وأن بلاده قادرة على الانتصار عليه.. ومحركو الاقتصاد الصيني يؤكدون أن الاقتصاد الصيني قادر على الاستيعاب على المدى الطويل وأن كورونا سيكون تأثيرها حدثاً مؤقتاً فقط..!!
*****
.. يا ترى ماذا كنت تعني يا «ماو تسي تنغ»: «إن العدو لن يهلك من تلقاء نفسه.. وإن القوى العدوانية لن تنسحب عن مسرح التاريخ من تلقاء نفسها»؟.
*****
.. ثم ألا ترون معي أن الصينيين يتحدثون من أفواه تنيناتهم..؟!.