أعلن معتصمو الناصرية جنوب العراق، الإضراب عن العمل وغلق الجسور وطالبوا بإقالة قائد الشرطة كما رفضوا تفتيش خيامهم. فيما قال قائد شرطة ذي قار قوله إنه «لا نية لدى قوات الأمن لاستخدام القوة ضد المتظاهرين». وأكد قائد شرطة ذي قار أن قوات الأمن لن تستخدم أي وسيلة للقوة من أجل فتح جسر الزيتون أو تفريق التظاهرات. وكان المحتجون في ساحة الحبوبي، بذي قار (جنوب العراق) جددوا رفضهم تكليف محمد علاوي، هاتفين «محمد توفيق علاوي مرفوض باسم السيستاني مرفوض».
وكانت ساحة التحرير وسط بغداد شهدت، السبت، فعاليات طلابية عدة وسط استمرار الاعتصام الرافض لتكليف وزير الاتصالات السابق محمد علاوي تشكيل الحكومة، ورفضاً للانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون في النجف وكربلاء خلال الأيام الماضية على أيدي ما يعرف بأصحاب «القبعات الزرقاء» (أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر).
رسالة إلى الأمم المتحدة
كما طالب عدد من المتظاهرين في العاصمة العراقية الأمم المتحدة بالضغط على الحكومة العراقية من أجل إلغاء نظام المحاصصة، وتجميد الدستور، وتشكيل حكومة انتقالية بسرعة. إلى ذلك، دعا المتظاهرون في رسالة وجهوها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل لوقف العنف الذي تسبب بمقتل أكثر من 800 شخص وأكثر من 25 ألف جريح، بحسب إحصائية للمتظاهرين، في حين أفادت مفوضية حقوق الإنسان العراقية مقتل أكثر من 500 شخص. وفي البصرة، تواصلت التظاهرات العشائرية الداعمة لموقف المحتجين الرافضين لتكليف علاوي.
قتلى بالنجف على أيدي ميليشيات الصدر
وقتل، الأربعاء، 8 أشخاص على الأقل في اشتباكات بمدينة النجف جنوب غربي العاصمة العراقية عقب اجتياح أنصار زعيم التيار الصدري عدداً من الخيم المنصوبة وتحطيمها، وإحراق بعضها، فضلاً عن إطلاق النار على المتظاهرين المعتصمين في ساحة الصدرين في المدينة. يشار إلى أن العراق يشهد منذ الأول من أكتوبر تظاهرات انطلقت في البداية للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي ومكافحة الفساد والبطالة، لتتحول لاحقاً إلى المطالبة بتغيير سياسي، وتشكيل حكومة مستقلة بعيداً عن الأحزاب، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. وتخللت تلك الاحتجاجات الواسعة التي عمت العاصمة ومحافظات الجنوب، محطات عنف متعددة، أدت إلى مقتل أكثر من 550 متظاهرا، بينهم 276 في بغداد وحدها، منذ بداية التظاهرات، بحسب آخر إحصائية لمفوضية حقوق الإنسان في العراق.