قُتل متظاهر عراقي أمس الاثنين عندما فتح حرّاس جامعة في مدينة الناصرية جنوب بغداد النار على محتجّين حاولوا منع الدخول إلى كليّات في المجمع التعليمي، حسبما أفادت مصادر طبية وكالة فرانس برس.
وأوضحت المصادر أن مجموعات من المتظاهرين نجحت في إغلاق مداخل عدد من كليات الجامعة، قبل أن يتدخّل الحرّاس ويعيدوا فتحها بالقوة إثر مواجهات أسفرت عن مقتل المتظاهر برصاص الحرّاس.
وبعد أكثر من أربعة أشهر من التظاهرات المطالبة بتغيير نظام الحكم والطبقة السياسة، تراجع زخم الحركة الاحتجاجية في العديد من المدن العراقية، لكن الطلاب بقوا المحرك الرئيس لها.
وتسعى السلطات إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها حيث تعمل على فتح الطرقات والمقرات التربوية والرسمية التي أغلقت بفعل الاحتجاجات في بغداد ومدن الجنوب ذي الغالبية الشيعية.
وقتل في التظاهرات غير المسبوقة التي اندلعت في بداية اكتوبر، نحو 550 شخصا في أنحاء مختلفة من البلاد الغنية بالنفط والغارقة في نزاعات أمنية وسياسية منذ نحو أربعة عقود.
ودفعت الاحتجاجات الشبابية رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي للاستقالة، وجرى تكليف وزير الاتصالات السابق محمد علاوي بتشكيل حكومة جديدة في موعد أقصاه الثاني من مارس المقبل.
ويرفض المتظاهرون تكليف علاوي، معتبرين أنّه شخصية قريبة من النخبة الحاكمة المتّهمة بالفساد.
إلى ذلك، هدّد قيادي في تيار مقتدى الصدر رئيس الوزراء العراقي المكلَّف محمد علاوي بـ»إسقاطه» خلال ثلاثة أيام في حال أقدم على «توزير» أشخاص ينتمون لجهات سياسية، خصوصاً من فصائل الحشد الشعبي.فيما تظاهر الطلاب فى النجف محملين مقتدى الصدر مقتل المحتجين.
ومن المنتظر أن يقدّم علاوي، الذي سمّي رئيساً للوزراء بعد توافق صعب توصّلت إليه الكتل السياسية، تشكيلته إلى البرلمان قبل الثاني من مارس المقبل للتصويت عليها، بحسب الدستور. وقال كاظم العيساوي، المستشار الأمني للصدر، في لقاء مع إعلاميين مساء الأحد: «إذا سمع السيد مقتدى أن ( علاوي) أعطى لجهة، بالذات الفصائل، وزارة، فسيقلب عليه العراق جحيماً ويسقطه في ثلاثة أيام».
كما شدّد على أن التيار الصدري لن يكون جزءا من الحكومة العتيدة بأي شكل من الأشكال. وأيَّد الصدر تكليف علاوي رغم رفض المتظاهرين تسميته باعتبار أنّه مقرب من النخبة الحاكمة. وتسبّب موقفه بشرخ في الحركة الاحتجاجية التي كان دعمها منذ بدايتها.