الالتزام بالأنظمة المرورية يعد بالنسبة لبعض الدول أحد المظاهر الحضارية التي تعرف بها، فالسلامة المرورية والالتزام بأنظمة المرور تعد من المؤشرات الهامة والتي تميز بعض الدول المتقدمة ويتم تطبيقها على جميع أفراد المجتمع مهما كانت مكانتهم، ويعتبر نظام المرور في المملكة من الأنظمة التي بقيت لفترة طويلة بدون تطوير مما أنعكس بشكل واضح على عدد الحوادث المرورية وما تؤدي إليه من وفيات ومصابين.
تعزيز السلامة المرورية أحد برامج «التحول الوطني 2020» وضمن رؤية المملكة 2030، وقبل سنوات قليلة تم الإعلان عن أبرز ملامح الخطة الإستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية ودورها في رسم سياسة وطنية للسلامة المرورية تحدد الخطوط العريضة للتوجهات المستقبلية العامة لمنظومة السلامة المرورية في المملكة بما يحقق انخفاضاً كمياً ملموساً في معدلات الحوادث المرورية، وما ينتج عنها من وفيات وإصابات وآثار اجتماعية واقتصادية مباشرة أو غير مباشرة.
نظام المرور بعد التعديلات الجديدة والموافق عليها من مجلس الوزراء تضمن العديد من العقوبات والغرامات المختلفة والتي تصل إلى سجن 4 سنوات في حال نتج عن الحوادث المرورية مفرطة السرعة وفاة أو زوال عضو أو تعطيل منفعته وغرامات مالية تصل إلى 200 ألف ريال أو أحد هاتين العقوبتين، كما ألزمت التعديلات ملاك كافة المركبات بالتأمين عليها، كل ذلك لأن إحصاءات الحوادث المرورية كانت وفق أرقام مفجعة ساهمت في وضع المملكة كأعلى معدل وفيات ناجمة عن الحوادث المرورية من بين دول مجموعة العشرين إذ بلغ 28,8 لكل 100 ألف نسمة وبإجمالي 9,031 حالة وفاة وذلك وفق تقرير حالة السلامة على الطرق والصادر عن منظمة الصحة العالمية للعام الماضي.
مؤخراً وخلال ملتقى ومعرض السلامة المرورية والذي انعقد في المنطقة الشرقية أكد قائد القوات الخاصة لأمن الطرق أن نسبة الحوادث انخفضت في عام 2019م إلى 14% مقارنة بـ26%في عام 2016م، كما تراجعت إصابات الحوادث إلى 13% خلال الفترة نفسها مقارنة بـ27% خلال عام 2016م كما تقلص عدد الوفيات إلى 3,2% في عام 2019م مقارنة بـ6,7% في عام 2016م، في حين وثقت منظمة الصحة العالمية انخفاض أعداد وفيات حوادث الطرق في المملكة بنسبة 35% وتقلص معدل الوفيات لكل 100 ألف نسمة بنسبة 40% خلال الفترة من 2016 – 2018م.
السلامة المرورية قضية مهمة فالحوادث المرورية من أبرز أسباب وفاة الأطفال والشباب في مجتمعنا وبالرغم من أن التقنيات الحديثة إضافة إلى التعديلات في العقوبات والغرامات على المخالفات المرورية ساهم بشكل كبير في هذه النتائج المميزة إلا أننا نتمنى من جيمع أفراد المجتمع أن يواصلوا التزامهم وتقيدهم بأنظمة المرور للمساهمة في سلامة وأمن مجتمعنا والحفاظ على حياتنا وحياة أبنائنا.