.. عندما طرح مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق والمحلل السياسي للواقع العالمي «زبينغيو بريجنسكي» سؤاله الكبير عن ما يمكن أن تكون عليه حقيقة الدور الأمريكي من العالم، وما يترتب على هذه الحقيقة من حقائق أخرى تتعلق بالتعاطي مع المشكلات العالمية، والتعامل الدولي وفق هذه الحقيقة.
سؤال «بريجنسكي» جاء معنوناً في كتابه: «الاختيار.. السيطرة على العالم أم قيادة العالم»..؟!!
*****
.. ورغم أن «بريجنسكي» سلَّم بأن الهيمنة العالمية الأمريكية هي إحدى حقائق الحياة، وهي كذلك اليوم فعلاً رغم سطوع (أبصار) هذه الحقيقة أو خفوتها أحياناً بسبب اختلاف أفكار وأدوار وشخصيات الرؤساء الأمريكيين أنفسهم، إلا أن السؤال: «السيطرة أم القيادة» يظل مصاحباً لها، بكل ما يعنيه من مفارقات..!!
*****
.. فرق بين أن تجعل العالم يجتمع من حولك ويتحالف معك، وأنت (تقوده) بما يحقق المصالح العامة، وبين أن تضع قدميك على رؤوسهم وتفرض عليهم إرادتك ومصالحك..!!
*****
.. على أن الفعل الحكيم المتزن هو أن القيادة لا تلغي الهيمنة، والسيطرة يمكن أن تحقق بعضاً من درجات القيادة.
وهذا ماعبَّر عنه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بالاعتماد المتبادل ما بين القوة والمبدأ لضمان السلام والاستقرار..!!
*****
.. وأمام قضية واحدة فقط، يمكن أن تبرز فوارق التعاطي الأمريكي من ذات القضية، وهي قضية فلسطين، ففي «أوسلو» ملمح من العمل القيادي، وفي نقل العاصمة الى القدس ومحاولة فرض صفقة القرن أحد مفاهيم السيطرة..!!
*****
.. وبعيداً عن الدور الأمريكي فإن «الفطرة الدولية» تنزع إلى (التعددية) وتنبذ (الأحادية).
ولكن ليس على طريقة ما يحدث اليوم في محاولة عدة دول بسط نفوذها وسيطرتها على مناطق ودول، وبطريقة تشبه الى حد كبير «صراع الديكة»..!!
*****
.. وخصوصاً في ما يحدث في المنطقة العربية.
لقد حولت الديكة ساحاتنا العربية إلى صراعات لنفوذها ومطامعها
وتحولنا نحن إلى حالة تكاد تكون غير مسبوقة تاريخياً، من الفوضى والدمار والقتل والانقسام والتشرذم..!!
*****
.. روسيا تضع سوريا في قبضة «الدب»، وتحرق الأخضر واليابس بحجة السلام، وهو ذات الفعل الأمريكي عندما أحرق العراق بوهم الديمقراطية..!.
*****
.. أوروبا تتحالف وتصطف اصطفافاً يكاد يكون مزدوجاً، ظاهرها السلام وباطنها أشياء من الاستعمار القديم..!!
*****
.. إيران تحاول إيقاظ مشروعها الفارسي وبسط نفوذها على عدة دول عن طريق المليشيات والصراعات الطائفية..!!
*****
.. تركيا هي الأخرى تتحرك ما بين سوريا وليبيا، وللهوى العثماني أكثر من بُعد..!!
*****
.. الصين وكوريا الشمالية تحملان «عصا» التقريع على مناضد الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأصداؤها تتماهى عبر الحدود العربية..!.
*****
.. ما يحدث اليوم هو صراع سيطرة أكثر منه قيادة، والعالم في حالة من الذهول. أما نحن فنمثل بؤرة الصراع، وفي ذات الوقت مع الأسف نمثل أهم أدواته..!.
قيادة العالم.. وصراع الديكة..!!
تاريخ النشر: 16 فبراير 2020 00:11 KSA
.. وبعيداً عن الدور الأمريكي فإن "الفطرة الدولية" تنزع إلى (التعددية) وتنبذ (الأحادية).ولكن ليس على طريقة ما يحدث اليوم في محاولة عدة دولبسط نفوذها وسيطرتها على مناطق ودول، وبطريقة تشبه الى حد كبير "صراع الديكة"..!!
A A