استعرض الدكتور مدني عبدالقادر علاقي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء سابقاً مسيرته وذكرياته متعرضاً لبكائه داخل الفصل في الصف الثاني الابتدائي، حتى وصوله إلى عضوية مجلس الوزراء. واستضافت أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني الأربعاء المنصرم الدكتور مدني علاقي ليلقي محاضرة بعنوان (سيرة ومسيرة)؛ وأدار الأمسية الكاتب مشعل الحارثي؛ وقد بدأ مدير الأمسية بالتعريف بالضيف وسرد سيرته العملية والعلمية والقيادية.
بينما أشار الدكتور عبدالمحسن القحطاني في كلمته الترحيبية أنه يعرف الضيف منذ 40 عاما في جامعة الملك عبدالعزيز، هو رجل يعشق العلم وزهد في المناصب الإدارية من أجل العلم ليكون أستاذ جيل، ولولا عصاميته لما تفتق ذهنه عن ذلك، وها هو يدلف إلى الثمانين من العمر وهو بفضل اللّه في كامل قواه، لأنه تمتع بنظافة اليد وسلامة الفكر.
وبدأ مدني محاضرته بالإشارة إلى أنه يعتز بالأسبوعية ويتلقى الدعوة بالمحاضرة فيها منذ سنوات، وقد استجاب في هذه المرة لدعوة د. عبدالمحسن، وترك له اختيار الموضوع فاختار موضوع (سيرة ومسيرة) لأنها عنوان كتابي، ولم أكن راغبا في الحديث عن نفسي بل وددت لو حاضرت في مجال تخصصي الإداري، ولكن سيرتي بدأت بالطفولة في مدينة جازان، ومسيرتي انتهت بالتقاعد في مدينة جدة.
وأضاف علاقي قائلاً: إن رغبته في التعليم كانت حلما صعب المنال في هذا الزمان، في مدينتنا البعيدة عن مراكز التعليم والثقافة في المملكة، ولكن كان أهم الداعمين لي الوالد- رحمه اللّه - وأخي الأكبر السفير محمد علاقي، ولكن كانت شفقة أمي دائما عقبة أمام الاغتراب لأنني ابنها الوحيد مع ثلاث بنات، ولكنها صبرت وتحملت غربتي في مكة المكرمة على أمل أن أعود بعد الثانوية مدرساً أو موظفا في جازان، ولكنني صدمتها برغبتي في الدراسة الجامعية بمصر، فاستسلمت لرغبتي، مشيرا إلى أن البدايات تنعكس على المسيرة التعليمية للمرء، فأنا عندما كنت طالبا في الصف الثاني بالمرحلة الابتدائية، طلب مني المدرس كتابة رقم حسابي على السبورة، فأخطات في كتابته، فهددني بأن أعود للصف الأول، فحزنت وجلست أبكي، وأصابتني بعدها عقدة من الرياضيات حتى أنني عند الابتعاث للدراسة الجامعية في مصر، كتبت اختياراتي الحقوق والآداب.
وختم الضيف محاضرته بقوله: لم أكن أعرف مهام وظيفة وزير الدولة قبل أن أتولاها، ومن خلالها اتيح لي الكثير من المهام، حيث كنت أمثل المملكة في كثير من المؤتمرات والفعاليات، ومرافقة قادة العالم، كما أكسبتني العديد من الخبرات حيث كنت احل محل زملائي من الوزراء أصحاب الحقائب في إجازاتهم، فوزير الدولة هو عضو كامل العضوية في مجلس الوزراء، وقد كنت قريبا من قيادتنا الرشيدة وتعرفت على الخلق الكريم من لدن الملك فهد والملك عبداللّه والأمير سلطان -رحمهم الله-، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان أميرًا للرياض.
ثم فُتح باب الحوار للمداخلين، حيث شارك فيه مجموعة من الحضور منهم: م. عبدالله سابق، مأمون بنجر، عادل زكي، د.أشرف سالم،خليل د. محمود الثمالي وآخرون. وفي الختام قامت الأسبوعية كعادتها بتقديم شهادتي تكريم لضيفي الأمسية المقدم والمحاضر.
علاقي والذكريات.. من البكاء بالمدرسة إلى عضوية مجلس الوزراء
تاريخ النشر: 23 فبراير 2020 21:53 KSA
A A