كتبت الأسبوع الماضي عن موضوع أعداء الفشل، واليوم نتابع هذا الموضوع لأهميته في حياتنا الشخصية وبالتالي انعكاسه على من حولنا ومجتمعنا بشكل كبير، ولعل النجاح والفشل متلازمتان ولا يمكن الوصول الى أحدهما إلا عن طريق الآخر، وهو يعتمد بالأساس على نظرتنا إلى الفشل وتعريفه بالنسبة إلينا.
لا بد أن نعترف أن أي محاولة للنجاح تسبقها محاولات كثيرة فاشلة، وهذا ليس عيباً أو إخفاقاً وإنما هذا هو طريق النجاح دائماً، وفرحة تحقيق النجاح تنسي محاولات الفشل بل تقويك وتزودك بخبرات متعددة ومتنوعة تساعدك على تحقيق النجاحات الأخرى بعدد أقل من المحاولات الفاشلة.
إحدى أكثر المشكلات المتعلقة بالفشل أن الناس يسرعون بالحكم على مواقف معينة ويعتبرونها فشلاً، بدلاً من النظر الى الصورة الكلية ويحتفظون بها في أذهانهم، وصدقاً أن تغير مفهومك للفشل سيساعدك على المثابرة وحتما سوف تحقق رغباتك وأهدافك.
هناك سبع معتقدات خطأ عن الفشل:
• يعتقد الناس أن الفشل يمكن تجنبه، وهو ليس كذلك، لأن الجميع يفشلون ويخطئون، لأننا دائماً نتعلم، والأخطاء هي درس، تتكرر حتى يتم استيعابها، وإن لم تتعلم الدرس سيعود مرة أخرى ولكن بقوة وصعوبة، ستتقن الدرس عندما تغير أفعالك.
• يعتقد الناس بأن الفشل حدث، وهو ليس كذلك، فالرسوب في أي مادة لا يعني عدم تجاوزها مرة أخرى، فالنجاح ليس مكاناً تصل إليه بل هو رحلة مستمرة نقوم بها.
• يعتقد الناس أن الفشل يمكن الحكم عليه بموضوعية، وهو ليس كذلك، لأن الفشل أمر شخصي أنت الوحيد القادر على تسميته هكذا، اسأل كم من فشل واجه أصحاب المشاريع الناجحة اليوم، ثلاث خطوات للأمام وخطوتان للخلف لا تزال تساوي خطوة للأمام وهذا هو النجاح.
• يعتقد الناس أن الفشل هو العدو، وهو ليس كذلك، لأن النجاح سوف يتحقق من خلاله.
• يعتقد الناس أن الفشل لا رجعة فيه، وهو ليس كذلك، لو لم يكن الفشل موجوداً لما وجد النجاح.
• يعتقد الناس أن الفشل وصمة عار، وهو ليس كذلك، هناك مقولة «الهزيمة مثل النصر كلاهما مفيد، فهما محركان للنجاح»
• يعتقد الناس أن الفشل أمر نهائي، وهو ليس كذلك، لا تستسلم للفشل أمام أهدافك ولا تجعله عائقاً لك، أي أمر فشلت به سمِّه استراتيجية لم تنجح، وعاود العمل وسوف تنجح بإذن الله.
يقول المخترع الأصم توماس أيدسون: العديد من الفاشلين في الحياة هم أناس لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح حين استسلموا، لذا غيِّر منظورك لكل الأمور وانتظر النتائج المبهرة.