· العقد القادم لن يكون عصر الموظف التقليدي أبداً.. هذه حقيقة يجب أن يعرفها كل باحث عن العمل؛ وكل موظف راغب في التميز، فقد شهد مجال الأعمال في العقدين الأخيرين نموًا كبيرًا وتغيرات كثيرة، أشبه ما تكون بالطفرات، ولعلك لاحظت أن هناك وظائف كثيرة خرجت تماماً من سباق الأعمال، مقابل مهارات جديدة دخلت وزادت أهميتها؛ ولابد من أخذ نصيبك منها كي تكون متناغماً ومتوافقاً مع هذا التطور ومطلوباً فيه.
· أعجبني جداً تقرير لإحدى المجلات المتخصصة يورد بناءً على دراسة لجامعة «بنتلى» الأمريكية العديد من المهارات المهمة التي ستتصدر المهارات المطلوبة لأسواق العمل بدءاً من هذا العام 2020، ونظراً لكثرة هذه المهارات التي أسموها «مهارات العمل الهجين» (Hybrid Jobs) فسأوجزها بقدر ما تسمح به مساحة المقال. وأول هذه المهارات هي (مهارات التفاوض) وهي مهارة إنسانية قائمة على التواصل بين البشر؛ تتصاعد أهميتها مع زيادة التواصل الإنساني، وامتلاكها أصبح مطلوبًا، لأنها ستكون مهارة مفتاحية وأساسية في العديد من الأعمال.
· ثانياً: (المرونة المعرفية)، وهي مهارة عقلية مهمة تعني مدى قابلية الشخص للتبديل بين مبدأين مختلفين بالتوازي، أي قدرة عقلك على التفكير التبادلي السليم بين مبدأين، وتقاس في المقابلات الشخصية من خلال اختبار قراءة مجموعة من أسماء الألوان تكتب بحبر ذي لون مختلف.. والعجيب أنه حتى العام 2015 لم تكن هذه المهارة تابعة لمهارات الأعمال مطلقاً؛ لكن اتضحت أهميتها وتأثيرها مؤخراً على الابتكار، والرد المنطقي، والتعامل بدقة مع المشكلات.
· (التوجيه الخدمي): مهارة إنسانية تقع ضمن المهارات الاجتماعية للشخص وقدرته على إيجاد طريقة فعّالة لتقديم الحلول ومساعدة الآخرين. فبالنظر الى أن التواصل البشري داخل المنظمة يضمن إنتاجاً أكبر وأدق، ولأن الحواسيب غير قادرة على محاكاة رد الفعل البشري؛ يصبح أكثر الموظفين طلباً اليوم هم من يمتلكون القدرة على التواصل البشري مع زملائهم، ومن يتفهمون نقاط قوة بعضهم، ومرونة التأقلم مع الظروف المتغيرة.. هؤلاء تفضلهم الشركات على الآلة.
· (الابتكار) واحد من المهارات التي مازالت تتصدر رغبات طالبي العمل، يقول أحد كبار المستثمرين: «كلنا مبدعون بدرجة ما، ولكن أرني مثالًا لكيفية حلك للمُشكلة بشكل مبتكر، وبتفكير خارج الصندوق، فهذا يساعدني أن أرى كيف ستضيف قيمة لعملي، أو تجد حل مشكلة في مشروعي». إستراتيجيات الأعمال تبحث دوماً عن مُبتكِرٍ يستطيع التأقلم مع عدة أدوار، ويقدم أفكاراً جيدة.
· تغيَّرَ الزمنُ كثيراً فتوقَّفْ عن التفكير التقليدي في كيفية الحصول على وظيفة.. لا تعتمدْ على ما تعلَّمتَه في المدرسة أو الجامعة؛ فهم لم يعلموك شيئاً ذا بال.. ارفعْ من قدراتك فى استخدام المنطق والاستنتاج، طوِّرْ مهارتك في التفكير النقدي، تعلَّمْ كيفية صناعة القرار، ضاعِفْ من براعتك في التعرف على مشاعر الآخرين وكيفية إدارتها لصالحك وصالح منظمتك.. والأهم أن لا تتوقف عن القراءة والاطلاع.
· باختصار ..أبهِرهم بمهارات إنسانية لا تستطيع حتى الآلة مجاراتك فيها، وعندها ستفرض عليهم شروطك.