Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

نظافة الفرنسيين!!

A A
إذا رأيتَ الآن فرنسياً أنيقاً، حتّى لو كان في أناقة الممثّل الفرنسي الشهير آلان ديلون، وتفوح منه روائح العطور الباريسية الجميلة، فلا يغرّنّك المشهد على الإطلاق، وتذكّر المثل الشعبي الذي يُردّده أهلُ مكّة الكِرام: «مِنْ بَرّة هالله هالله ومِنْ جُوّة يعلم الله»، إذ تقول آخرُ الإحصائيات ونحن في القرن الواحد والعشرين أنّ جُلّ الفرنسيين لا يستحمّون يومياً، أو يوماً بعد يوم على الأقلّ، وتمرّ عليهم أيّام تِلْوَ أيّام بدون استحمام، رجالاً ونساءً وأطفالاً، وإن استحمّوا يكون استحمامهم شبيهاً بـ»التشطيف»، الذي هو عبارة عن غسل الوجه ومسْح الشعر ببعض الماء!.

فإذا ما أضفنا لذلك أنّ الفرنسيين يستخدمون المناديل الورقية وليس الماء للتنظيف الشخصي في حمّاماتهم بعد قضاء الحاجة، فذلك يقودنا للمُحصِّلة بأنّ مرتبتهم في سلّم النظافة على مستوى دول العالم تقبع في أسفله بكلّ جدارة واستحقاق!.

ولأنّ العِرْق دسّاس، فيبدو أنّهم على نظافة أجدادهم في العصور الوسطى سائرون، مثلهم مثل العديد من الأوروبيين، وتُخبِرُنا كتب التاريخ أنّهم كانوا أقذر الناس، ولا يستحمّون إلّا في مناسبتيْن هما الزواج والمرض الشديد، ويعتقدون أنّ الاستحمام يضرّ بالصحّة، وأنّه نوع من أنواع الكُفْر، وكانوا كريهي الرائحة، ولم يخترعوا العطور إلّا للتغطية على روائحهم، ولم تكن القذارة محصورة في عامّتهم بل حتّى في خاصّتهم ومشاهيرهم، ويُقال إنّ رائحة ملك فرنسا لويس الرابع عشر كانت مثل رائحة الخنزير البرّي، ولم تستحمّ ملكة إسبانيا إيزابيللا الأولى التي قتلت آلاف المسلمين في الأندلس إلّا مرّتيْن في حياتها، وقامت في حياتها بتدمير الحمّامات الأندلسية، وعندما اختلط الهنود الحمر في أمريكا بالغُزاة الأوروبيين وضعوا الورود قُرْب أنوفهم كي لا يشمّوا روائح الأوروبيين التي لا تُطاق!.

فالحمد لله الذي جعل المسلمين من أنظف الناس منذ بزوغ نجم الإسلام، بين وضوء واغتسال، وجعل النظافة من الإيمان، وقال المؤرخ الفرنسى دريبار بأنّ الأوروبيين مدينون للمسلمين بالحصول على أسباب الرفاهية، وقد علّموهم كيفية المحافظة على نظافة الأجساد، عكس الأوروبيين الذين لا يغيّرون ثيابهم إلا بعد اتّساخها وتعبّقها بالروائح الكريهة، وكانوا يروْن المسلمين في الأندلس يلبسون الملابس النظيفة، ويُزيّنونها بالأحجار الكريمة، مثل الزُمُرُّد والياقوت والمرجان!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store