Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قبة الإبداع التشكيلي

قبة الإبداع التشكيلي

A A
قبل العام 1389هـ لم تكن هناك صالات عرض فنية ملائمة تقدم خدماتها للفنانين، وكانت معظم المعارض الفنية تقام في الفنادق والمدارس والكليات وبعض السفارات والقنصليات، وكانت غير مهيئة لعروض الأعمال الفنية، وحتى منتصف التسعينيات الهجرية، حينما أحس بعض المهتمين من رجال الأعمال، بحاجة الأنشطة التشكيلية إلى صالات عرض تواكب تطلعات المسؤولين وأحلام الفنانين، تكون على مستوى جيد من التنظيم والإعداد، وتلبي تطور هذه الأنشطة ولتؤدي دورها الفاعل في الارتقاء بالفن التشكيلي وانتشاره، وتقوم بجميع الأعمال المساندة لإقامة المعارض وتقدم خدمات جيدة للفنانين، ومن أوائل الصالات في جدة صالة "جدة دوم" التي تعتبر أول صالة عرض احترافية في المملكة وأول صالة للعروض الفنية في جدة، أنشئت في عام 1396هـ، وكانت في بداياتها مركزاً للمعارض التجارية تتبع شركة الحارثي، وقد أقيم فيها المعرض السنوي الأول لفناني المنطقة الغربية للرئاسة العامة لرعاية الشباب والمعرض الجماعي الثاني والرابع لجمعية الثقافة والفنون بجدة، وتعتبر هذه الصالة من المعالم البارزة في جدة بتصميمها الفريد وموقعها الإستراتيجي، ويعرفها الكثيرون من سكان جدة وزوارها، وواكبت بدايات الفن التشكيلي وكانت من أهم القنوات المؤثرة للتعريف بالفن التشكيلي وبروز العديد من الفنانين، ولكن توقف نشاطها وأقفلت عام 1402هـ وبقيت من تلك الفترة مهجورة، حتى جاء الفرج ودب الفرح والسرور لجميع الفنانين والمهتمين بهذا الفن، عندما وافقت وزارة الثقافة البدء في ترميمها وتطويرها لتكون هدية من الوزارة للفن التشكيلي السعودي وسكان جدة، وسعد الجميع بهذا العمل الحضاري الجبار الذي يواكب رؤية 2030.
وان كان لي رأي: أتمنى ان لا يضيع هذا الصرح الفني العريق، المكانة التاريخية والمعلم الهام لجدة، بتحقيق تطلعات وأمنيات الفنانين بجعله متحفًا للفن التشكيلي السعودي، وتخصيصه مبدئيًا لأعمال الفنانين الذين فارقونا الى الدار الآخرة، ويجب الحفاظ عليها وابرازها كنموذج للفن التشكيلي السعودي قبل أن تضيع وتندثر مع عثرات الإهمال وعوامل النسيان، لأنهم يمثلون حروفًا مهمة في صفحات التاريخ التشكيلي لا يمكن تهميشهم وإهمالهم، واجب الوفاء لهم وتذكير المبدعين أن فنهم لن يندثر بوجود هذا المتحف، والأمل معقود في وزارة الثقافة في عهدها الجديد بقيادة وزيرها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، في تحقيق هذا الحلم كهدية من الوزارة كأول متحف للفن السعودي، ومعلمًا لمحافظة جدة يرتاده زوار الدولة ويصبح جزءًا من برامجها السياحية كما هي المتاحف في دول العالم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store