خلق الله الإنسان مختلفاً عن باقي المخلوقات فقد ميزه بالعقل وحب المعرفة الذي نراه يتجسد في الفضول المعرفي، ونجد الطفل حين يولد يراوده الفضول حول كل شيء ويغمر أهله بالأسئلة التي لا حصر لها.. وكأنه عالِمٌ عطِش يريد أن يروي ظمأة فضوله بالتعلم.
وحين يرى من هم أكبر منه سناً، يذهبون إلى المدرسة يشعر بالإحباط فهو أيضاً يريد الذهاب إلى المدرسة.. ولكنه حين يصبح في سن الدراسة ويذهب إلى صفوفه الأولية يقل هذا الإهتمام ويختفي ذلك الفضول الذي كان لديه في سنواته المبكرة!! ونجده على حين غرة لا يحبذ فكرة الذهاب إلى المدرسة.. ولا يريد أن يقوم بواجباته المدرسية.... إلخ.. الأمر الذي يلقي بالعبء على المعلم والمدرسة والأهل، ومن ثم يلقي باللوم على عاتق الطفل؟!
فأين ذهب ذلك الشغف والحب للتعليم عند الطفل وحصل هذا الفتور منه إلى الهروب والفرار منه!؟
نستطيع أن نقول باختصار بأننا حين نزرع نحصد لا محالة.. فالإنسان يولد عالِماً بالفطرة يهبه الله عز وجل محبة العلم والمعرفة والإكتشافات والأسئلة.. وأن الأسرة والمدرسة والمجتمع كل هذه العوامل مسؤولة عن إختفاء لهيب الشغف للعلم والمعرفة لدى الطفل.
كما قال العالم ميتشيو كاكو «يولد الإنسان عالما بالفطرة، عندما نولد، نريد أن نعلم لماذا تضيء النجوم، ولماذا تشرق الشمس، ولكن المفارقة ان البيئة التلقينية تئد ذلك العالم فينا حتى نصبح كبقية الجهلاء».
فقد اعتادت الكتب الدراسية التعليمية والمنهجية والأسرة على سرد المعلومات وتلقينها مما أمات حب التعلم والرغبة في التعليم.. فالتعليم لابد أن يحاكي متطلبات ذلك العالِم في كل طفل، فالتعليم هو بوابة العلم الأولى التي تجعل ذلك العالمِ فيه أفضل ما يكون وتلبي متطلباته النفسية قبل كل شيء والمعرفية فنحن حين نفتح أبواب المعرفة محققة النجاح المطلوب سنغير بلا أدنى شك مجرى التاريخ للأبد.