أي انسان واعٍ يمتلك نقاطاً من القوة وكذلك نقاط ضعف، والكثير منا يدرك أهمية هذه النقاط، والبعض لا يكتشفها بالمجمل إلا على مراحل متعددة أو حتى جزء منها، وأيضاً البعض قد لا يتكلف عناء الاكتشاف أو البحث داخله عنها، فتظل حبيسة إلى أن يتعرف عليها ولكن في كثير من الأحيان يكون قد فات الكثير من الوقت الذي لا يمكن تعويضه، ويفُوت الكثير من الفرص التي يمكنه استغلالها والتي يفوت معها الكثير من التغيرات والنقلات النوعية التي كانت تجعله في موقع أفضل في مسيرة الحياة.
ولكن لسان الحال يقول لكل واحد منا نصيبه وهو الذي يصيبه، وكل أمر حاصل لنا هو مقدر، ولكن الحقيقة أن لكل مجتهد نصيباً، يقول الله عز وجل: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ) فملكيته هنا أضحت محصورة في سعيه أي لا ينفعه إلا سعيه فقط في حياته، ولأن السعي في الحياة في الجوانب المتعددة منها يلزمه القيام بالأدوار المختلفة للوصول الى المبتغى والأهداف الشخصية، وهذا الأمر يتطلب من الجميع التعرف على مكامن نقاط القوة لديهم للاستفادة منها والعمل بموجبها.
وقبل كل شيء لابد أن نتحمل مسئولياتنا ونعي بأننا نستطيع دائماً أن نكون المالكين لزمام أمورنا، وعدم القناعة بأننا نعيش دور الضحية لجميع الظروف التي تمر بنا، وندرك بأننا نستطيع أن نغير كل الظروف مهما كانت، بموجب إرادتنا وقوة العزيمة التي ننميها في معتقداتنا وسلوكنا ومهاراتنا، لا نستسلم حتى النهاية، وهذا هو التحدي الذي يجب أن نخوضه ما حيينا.
نقاط القوة تبدأ من نوايانا ومعرفة مهاراتنا، فكلما عرفت مهاراتك وطورتها كلما زادت نقاط قوتك، وكلما فرقت بين الاختيار والقدرة في بعض الأعمال، كلما أيقنت أن هناك فرقاً كبيراً بينهما ولا يوجد ارتباط بينهما مهما بدا لك غير ذلك ، لا يضعف نقاط القوة عدم الوصول الى الكمال في كل ما نقوم به من عمل، وأيضاً ليس مطلوباً أن نتقن كل شيء، بل نحتاج الى التدريب للقيام بعملنا بما يتطلب ذلك، واللجوء الى الاشخاص المناسبين والموثوقين الذين يمكنهم أن يساعدونا على اظهار نقاط قوتنا كما يجب.
أخيراً ليس من العيب أن نتأخر في اكتشاف نقاط القوة لدينا، ولكن أن لا نبحث عن نقاط القوة لدينا هو ما يعاب على الكثيرين منا، ويمكنني الجزم بأن كل واحد منا لدية نقاط قوة كثيرة قد يحقق بها نجاحات متتالية، أرجو أن يتم ذلك قبل فوات الأوان.