منذ ظهر هذا الكيان المسمى المملكة العربية السعودية، وهو نموذج يحتذى في مجال الوحدة العربية الناجحة، فقد استطعنا أن نضم غالب أجزاء الجزيرة العربية في وطن واحد، حمل هذا الاسم ورفع راية الحق، تحمل كلمة التوحيد التي جاء بها الإسلام لتكون لوطننا شعارًا باقيًا مادامت الحياة.
وحكمت بلادنا بشريعة الإسلام منذ اليوم الذي ولدت فيه، وتعاملت مع العالم كله بسياسة معتدلة بما جاء به الإسلام من تسامح مع غالب البشر، همها أن تنفع الناس ولا تضرهم، تصادقهم ولا تعتدي عليهم، دومًا تراها تعين المحتاج من أمم الأرض وتصلهم معوناتها حين الحاجة إليها في شتى أقطار العالم، وتبني علاقاتها السياسية على ما أشاعه الإسلام من تسامح بين البشر كلهم، ولم تتخذ يومًا موقفًا تبنيه على أساس دَين مستحق إعانتها، فقد عمت مساعداتها لشعوب الأرض كلها ودون تحيز لأحد لأي سبب آخر سوى احتياجه للعون والمساعدة، وإذا تجولت في هذا العالم وجدت مشاريع المملكة إعانة لجميع شعوب الأرض على اختلاف أديانها وأجناسها، وحتمًا هي تقدم الإعانة بما تستطيع ولا تدعي أن إعاناتها قد شملت كل دول العالم، ولكنها بقدر ما تستطيع تنفق من أموالها على مساعدة البشر دون أن تميز بينهم، والذين يعملون فيها من مختلف المهن والحرف والوظائف من خارجها هم كذلك خليط من جميع سكان هذا العالم منذ زمن طويل، وكل محاولة للإساءة إلى المملكة بأنها تخص المسلمين بإعاناتها غير صحيح، طبعًا يحوز المسلمون من إعاناتها على قدر أكبر، ولكن غيرهم يحوز على قدر من مساعداتها ليست بقليل، ويعيش في المملكة جماعات من جميع جنسيات هذا العالم، وقد شاركوا في مختلف الأعمال، بل جاء وقت استعنا بمدرسين من مختلف الجنسيات والأديان.
والذين يحاولون الإساءة الى بلادنا بزعم أننا ننحاز دينيًا أو جنسًا للمسلمين أو العرب إنما يتخيلون هذا، ولا أظن زائرًا لبلادنا يصدقهم. ان الاعتدال في معاملة سكان هذا العالم كله نهج مستمر في بلادنا، ونتمنى من دول العالم أن تعاملنا بنفس الأسلوب الذي نعاملهم به دون تحيُّز.