في إطار القرارات المتلاحقة للإجراءات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة في المملكة ضمن جهودها الحثيثة للسيطرة على فيروس كورونا الجديد وانطلاقاً من حرص الدولة -رعاها الله- على حماية صحة المواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم وذلك في ضوء إعلان منظمة الصحة العالمية أن وباء فيروس كورونا الجديد قد أصبح جائحة عالمية حيث ظهرت العدوى في 140 دولة حول العالم حتى الآن ولازالت العدوى تنتشر حول العالم جاء قرار تعليق الحضور لمقار العمل في الجهات الحكومية لمدة 16 يومًا -عدا بعض القطاعات الصحية والأمنية- كما جاء قرار إغلاق الأسواق والمجمعات التجارية -عدا الصيدليات والأنشطة التموينية الغذائية- ومنع التجمعات في الأماكن العامة.
الإجراءات التي تقوم الدولة بفرضها يوماً بعد يوم هي متطلبات ضرورية لفرض المزيد من الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تساهم في محاصرة انتشار هذا الفيروس والذي أصبح جائحة منتشرة في كافة أنحاء العالم، فهناك دول تمكنت من السيطرة على انتشاره وبدأت أعداد حالات المصابين فيها تنخفض يوماً بعد يوم، في حين هناك دول أخرى وخصوصًا في أوروبا لم تتمكن من السيطرة على انتشار الفيروس فأخذت أعداد المصابين والوفيات ترتفع لديها يومًا بعد يوم حتى أصبح وضع كل دولة في العالم أشبه بالسفينة الموجودة في بحر ثائر متلاطم الأمواج وذي رياح عاتية فإما أن يتعاون كل فرد في السفينة للسيطرة عليها وحمايتها واتباع تعليمات وتوجيهات قيادة السفينة والالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية بكل جدية وانضباط لينجو جميع من على السفينة وإما أن يتصرف كل فرد في السفينة وفق هواه وكيفما شاء ولا يلتزم بالضوابط فتحل العدوى بكل من في السفينة ويتضرر الجميع.
نحن في أمس الحاجة اليوم لأن نتعاون جميعاً ونتحد كجسد واحد خلف قيادتنا -حفظها الله- ونلتزم بالتعليمات والإجراءات لنمضي بسفينة سلامة الوطن وسط أمواج كورونا العاتية فهذا واجب ديني ووطني للمحافظة على الأرواح ولابد أن نبدأ بتطبيق ذلك على أنفسنا وأبنائنا من خلال توعيتهم بأهمية العناية بنظافة الأيدي والبعد عن التجمعات والالتزام بجميع التعليمات وتطبيق كافة الإجراءات، فنجاح سفينة سلامة الوطن في هذه الظروف ليس نجاح فردي بل هو نجاح مجتمع بأكمله والمسؤولية اليوم يتحملها الجميع فإما أن يتمكن الجميع من الالتزام والحد من انتشار الفيروس وإما أن يفشل البعض فيعود الضرر على المجتمع بأكمله وليس على أولئك المتهاونين فقط، فالجهود الجبارة التي بذلت حتى الآن والتحرك السريع الذي تم اتخاذه بشأن محاصرة انتشار الفيروس والتناغم والتنسيق الجاري بين معظم أجهزة الدولة يجب أن يضاف اليه الجهد الفردي في الانضباط والتقيد بالتعليمات لتتمكن سفينة سلامة الوطن من الوصول إلى شاطئ الأمان.