منذ بداية انتشار فيروس كورونا بمدينة (ووهان)، في الصين، منتصف ديسمبر2019م، والجدل يدور حول رواية تسمى (عيون الظلام)، للكاتب الأمريكي «دين كونتر»، التي نشرها سنة 1981م، وتدور أحداثها حول احتمالية انتشار فيروس قاتل سنة 2020م، يحمل اسم (ووهان ٤٠٠). انتشار الآراء حول الرواية دفع الكثير من الناس في أرجاء العالم للاعتقاد بوجود مؤامرة وراء انتشار الفيروس تتماشى مع ما ورد في الرواية حيث تدور القصة الرئيسية للرواية حول امرأة تسمى «كريستينا إيفانز» تقوم برحلة الى الصين للبحث عن ابنها «داني» الذي سافر الى الصين في رحلة استكشافية بعد ورود أنباء عن وفاته هناك. وبعد جهد بذلته الأم بحثاً عن ابنها المفقود، تم العثور عليه في أحد المنشآت العسكرية الصينية بعد أن أصيب عن طريق الخطأ بفيروس تم تطويره داخل أحد مراكز الأبحاث في مدينة (ووهان). والسؤال: هل تنبأ كاتب الرواية حقاً كما يدور في أذهان الكثير من الناس هذه الأيام بانتشار فيروس كورونا قبل أربعين عاماً؟.
وللإجابة على هذا السؤال أترككم مع ما ذكره موقع «ما شابل» الذي يتخذ من أمريكا مقراً له، حيث قال: بالرغم من تشابه اسم الفيروس في الرواية مع المدينة التي بدأ الفيروس بالانتشار فيها الآن، إلا ان هناك اختلافات رئيسية بين ما جاء في الرواية والحقيقة على الأرض. مضيفاً -والكلام للموقع- إنه من ناحية، يظهر أن فيروس ووهان-٤٠٠ كما في الرواية تم تطويره كسلاح بيولوجي بهدف القضاء على البشر بمعدل وفيات 100% من المصابين، مقارنة بفايروس (كوفيد-١٩) أو ما يعرف «كورونا» اذ نسبة الوفيات فيه تقريباً ٣.٤٪، والأهم من ذلك هو كيف يمكن لنظرية مؤامراتية كهذه أن تلقى قبولاً وفيروس كورونا قد انتشر في كل الكرة الأرضية تقريباً، حيث أنه ثبت بشهادة المنظمات الصحية العالمية وشتى الحكومات أنه وباء عالمي لا يستهدف منطقة معينة أو جنساً بعينه. إضافةً لذلك وفي فترات سابقة، انتشرت الكثير من الفيروسات المميتة في كثير من الدول عبر التاريخ كفيروس شلل الأطفال في أربعينيات القرن الماضي وكم من الأنفس حصد في أمريكا وحدها، ومرض الطاعون الذي انتشر في القرن الثالث عشر الميلادي، ابتداء من سهول آسيا الوسطى وانقضاء بغربي أوربا، مسهماً في القضاء على أكثر من 60% من سكان الأرض في تلك الحقبة. ومرض الجدري الذي انتشر بفعل المستعمرات من أوروبا الى أمريكا اللاتينية وغيرها؛ وكان سبباً لتعرض سكان تلك المناطق لكثير من الأمراض التي حملها المستعمرون وتسببت في وفيات أكثر من 90 مليون ضحية. وأخيراً وباء الكوليرا الذي حصد أكثر من 70% من سكان لندن في سنة 1854م. فهل كل تلك الفيروسات كانت نتيجة مؤامرات، أو إضافة جديدة لوباءات تحتم على العالم مكافحتها؟.