كورونا أصبح واقعاً لا فكاك من الخلاص منه إلا بقدرة الله سبحانه ثم باتباع التوجيهات والقرارات الاحترازية التي اتخذتها الدولة رعاها الله، ولعل معايشتنا لهذا هذا الفيروس في بلادنا الحبيبة كشفت لنا الكثير من الإيجابيات والسلبيات، ولعل من أبرز الإيجابيات ما صدر من القرارات الاحترازية المتتابعة التي اتخذتها الدولة لمواجهة هذا الداء الخبيث بدءاً من إغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية مع الخارج ثم باتخاذ كافة الإجراءات للكشف عن القادمين من خارج الوطن، وقد كان لتلك القرارات الدور البارز في حماية بلادنا من قدوم الأشخاص الحاملين لذلك الفيروس عدا بعض التجاوزات التي كان لها بالغ الأثر في بداية تنفيذ تلك التعليمات التي يزداد تنفيذها يوماً بعد آخر، ثم كان لوزارة الصحة الدور البارز في مواجهة هذا الداء، هذا الدور الذي تُشكر عليه من خلال الحجم الهائل للخدمات الصحية التي تقدمها عبر المنافذ وعبر المستشفيات المخصصة للعزل والعلاج وعبر التوعية الذي تقدمها عبر أجهزة الإعلام ومازالت تقدمها عن سبل الوقاية بهذا الفيروس الخبيث، ولعل هذا الدور البارز نال استحسان وتقدير القيادة حفظها الله وثقة المواطنين بشتى فئاتهم وجنسياتهم.
أما أجهزة البلدية في المدن فرغم الإجراءات المقدَّرة والجهود المبذولة منها إلا أننا ننتظر بذل المزيد من تلك الجهود حتى يرتقي الأداء أكثر إلى مستوى الحدث الخطير، فالنظافة في مسارب بعض المدن وتعقيم الشوارع لاتزال بحاجة للمزيد من المتابعة، وكذلك المطاعم التي تكتظ بالزبائن لتلبية الطلبات الخارجية بحاجة الى مراقبة مكثفة ومستمرة من قِبل أجهزة البلدية لمنع تزاحم الزبائن فيها، ولعل الواقع الذي تعيشه بعض مدننا مازال ينادي جهات الرقابة والمتابعة وفي مقدمتها بالطبع هيئة الرقابة ومكافحة الفساد للتحرك بشكل سريع لمراقبة أي قصور أو إهمال يحدث، ويؤثر على صحة المواطن.
ثم يأتي الدور الأهم في مواجهة ذلك الفيروس وهو وعي المواطن وما يقوم به من عمليات احترازية تم التنويه عليها من قبل الأجهزة ذات العلاقة
كالابتعاد عن مواطن التجمعات والابتعاد عن المصافحة والتقبيل والابتعاد عن مخالطة الأشخاص الذين يعتقد أنهم مصابون بذلك الفيروس ثم الاهتمام بالنظافة العامة كالمنزل وما حول المنزل، والخاصة كالغسيل المستدام بالماء والصابون والمعقمات وتقليل الخروج من المنزل إلا عند الضرورة .
وفي الختام نسأل الله الحي القيوم أن يحمي بلادنا من هذا الداء العضال وأن يسلم من أصابه ويعافيه إنه سميع مجيب. والله من وراء القصد.