* المطلوب منك في هذا الظرف العصيب، أن تبقى في البيت، نداء وطن، يتماهى مع ما يمر به العالم أجمع من كارثة حقيقية، ووضع حرج، في ظل سرعة انتشار وباء كورونا، الذي ضرب العالم من أقصاه إلى أقصاه، وهو واقع يتطلب أن يكون الجميع على قدر عال من المسؤولية، فكل التدابير المتخذة من الجهات المعنية، والتي عايشها الجميع بتفاصيلها، تؤكد على أن الدور الأهم لإنجاح تلك الجهود يقع على عاتق المجتمع.
* وهنا ننتقل إلى موضع اختبار حقيقي (للوطنية)، تلك الوطنية التي أُشبعت تنظيراً في وقت الرخاء، وجاء دورها اليوم لتصبح على أرض الواقع، بما يمثل تطبيقاً عملياً من خلال السلوك المتبع في الاستجابة لكل التوجيهات، والخضوع لكل الإجراءات الاحترازية دون تردد، حيث إن القيام بذلك سبيل لإنجاح كل تلك الجهود، والعكس صحيح.
* كورونا وباء عالمي، جاءت التحذيرات، والإجراءات بما يؤكد على أن دور الفرد لا يقل أهمية عن دور الجهات ذات العلاقة بمكافحة هذا الوباء، وهنا فلا مجال للون الرمادي في التعاطي مع تلك التوجيهات، حيث إن عدم الاستجابة يعني خروج الوباء عن السيطرة -لا سمح الله- وهذا يؤكد خطورة تلك التصرفات (الهمجية) التي يقوم بها البعض من خلال التجمعات أو عدم الانصياع لتوجيه: (خليك في البيت).
* يُضاف إلى ذلك كل تلك التصرفات غير المسؤولة، التي صُورت في مقاطع لعديمي الضمير والإنسانية، الذين يتجولون هنا وهناك، بل ويقومون ببث إعلاناتهم، وكل ما من شأنه إلحاق الضرر بكل ما تم من جهود، والتعاطي مع وباء كورونا بكل وقاحة واستخفاف، مع ما يقوم به البعض من تداول الشائعات، وإعادة مونتاج مقاطع من سنين، وتصويرها على أنها وليدة وباء كورونا، إلى غير ذلك من التصرفات التي تؤكد على أن هنالك عينة من الخلق وباء، بل هم أشد خطراً من أي وباء.
* وهنا مع ما تقوم به الجهات المسؤولة تجاههم، فإن دور المواطن أساس في تحجيم أولئك، كما هو دوره في الاستجابة لكل التوجيهات المتخذة لمكافحة كورونا، ولعل من أهم ما يمكن القيام به تجاه أولئك: إماتة باطلهم في مهده، بعدم تداول مقاطعهم، والإبلاغ عبر القنوات الرسمية عن أي تجاوز يُلمس منه أي تأثير سلبي على ما يتم من جهود، فالجميع اليوم يقفون في خندق تحدي: (ينحسر أو ينتشر).
* وأحسب أن وعي المجتمع، وتعاونه، كفيل -بعد توفيق الله- بالوصول إلى (ينحسر)، في وقت لا يشك عاقل أن نشر مقاطع التصرفات السلبية رافد قوي لينتشر، هنا لا حياد في موقف: حماية الوطن، وسلامة المواطن مسؤولية الجميع، نعم لينحسر بكل ما أوتينا من وعي، وإدراك للمسؤولية، وتثمين للجهود التي تقوم بها أجهزة الدولة -أيدها الله- تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده -حفظهما الله- نقولها عملياً من خلال تعاوننا، ودعمنا، وشعورنا بالمسؤولية، حتى لا تكون الثانية -لا سمح الله- فنهلك، وعلمي وسلامتكم.