لعل زمن الكورونا كان له التأثير الكبير على تغيير سلوكياتنا التي كنا نظن أنها لن تتغير أبداً، ولكن الظروف دائماً ما تلقي بظلالها على معظم تصرفاتنا وردود أفعالنا تجاه مواجهاتنا في حياتنا، رغم أن الكرة الأرضية مرت بأمراض وأوبئة متعددة من أزمان بعيدة، إلا أنها رغم عنفها وفتكها تم تجاوزها، وأصبحت جزءاً من التاريخ، وهذا الأمر ينطبق على زمن الكورونا والذي سوف نتجاوزه بإذن الله ورعايته.
الوقاية والتحذيرات من الكورونا أوصلت العديد من الرسائل في العلاقات الاجتماعية التي اعتدناها وكذلك في طرق التواصل والتعامل بين الجميع، فكل شيء الآن بدا مختلفاً، لم نعد كما كنا قبل شهر من اليوم، اختلفت طرق تفكيرنا، واختلفت أدوات تواصلنا بدءاً من المصافحة، والاجتماعات والحضور والمشاركة في المناسبات، نعم كل شيء اختلف مهما نظن غير ذلك.
حتى الحب في زمن الكورونا اختلف، ولعلها فرصة مناسبة لإعادة دراسة سلوكياتنا بشكل يتناسب مع هذا الزمان، لأن الكورونا سينتهي قريباً بإذن الله، وسوف نعاود ممارسة حياتنا ونعود الى طبيعتنا، ولكن هناك سلوكيات وأفعال أشد فتكاً من الكورونا ولابد أن تقاوم وتنتهي، (الكذب والحقد والنميمة والبغض والكراهية والعنصرية والقتال والعنف والقسوة والفساد والظلم والطبقية وغيرها) هل نستطيع أن نتغلب عليها وتكون لدينا الوقاية اللازمة لحماية أبنائنا من هذه الأوبئة الفتاكة التي ما وجدت في أي مجتمع إلا وقضت على صور التنمية فيه، الفرصة متاحة أن نطهر عقولنا وأفكارنا وسلوكياتنا، ونجعل لكلمة الحب معنى في حياتنا ونحول أقوالنا السليمة الى أفعال تلازمها.
زمن الكورونا أعطى مساحة للعقول أن تتحرك وأن تخلق المبادرات المتطورة التي نحتاجها لإكمال متطلبات الحياة عن بعد، وكذلك أظهر للجميع بأن الانسان لديه المقدرة على التكيف مع كل الظروف القاسية التي تحيط به ويمكنه التغلب عليها متى ما وجدت العزيمة والإصرار على تخطى كل الصعاب.
أخيراً المؤمن الصادق كل أمره خير، الصعاب والأزمات تتكرر دائماً، وصدقاً عند الأزمات تظهر الفرص ويظهر القادة، ونعرف الفرق بين الإنسان العادي والإنسان المميز الذي يملك ليس فقط القدرة على تجاوز الأزمات بل ويحقق النجاحات من خلالها بشكل لافت.